حَنَّ قِدْحٌ ليس منها
قالت: إنك تكتب جيداً وأسلوبك الأدبي جميل، تجمع به بين القديم والمعاصر.
قلت: وأين أنا من الأدب وأساليبه، إنما أنا في نأنأته وأول مدارجه، ولقد رأيتني أهمّ بالكتابة ثم أُحجم، ويرتعش قلمي على الورقة، وقد تضطرم الفكرة في رأسي وكأنها في مرجلٍ ثم لا تجد الكلمات سبيلها إليها!
فأنا بين قراءةٍ وقراءة، ونظرٍ في كتب الأدب أحاول فكّ الأسرار، واستخراج اللآلئ والدّرر، ولنا في شيخنا الشافعي العزاء، حيث سُئِل عن مسألةٍ: إنّي لأجدُ بيانَها في قلبي، ولكن ليس ينْطلقُ بها لِساني!
ولكن الشافعي هو الشافعي ونحن نحن!
وكلّما ظننت أن قد وضعت يدي على السر، انفتح أمامي بابٌ آخر لمغارة علي بابا السّحرية، فصارت المرآة التي أنظر فيها لتأدّبي كمرآة الغريبة مَجْلُوَّة أبداً.
وأنا كما قيل: حَنَّ قِدْحٌ ليس منها. ولكني مع ذلك أدخلت سهامي في سهام الأدباء، أحاول وأحاول، أتعثّر وأنهض، وأعذر الناس الذي يعطي ما يجد!