ليلة أم ليال ... القدر
في كل عام يحل ضيفا" كريما" على قلوبنا شهرا" عني بالتقوى وأيامه الثلاثين لتؤكد أننا أغنياء بالافتقار الى الله وقرآنه واننا في ذات الوقت فقراء بالاستغناء عنه وعن كتابه المجيد جل في علاه .
في كل عام تأتينا ذكراها تلك الليلة التي وصلت خبر السماء بخبر الارض فكانت عرس سماوي بهيج
وكانت ليلة خير من الف شهر
وشوهدت الملائكة تتنزل فيها ولكن ليست باعيننا التي في رؤؤسنا
فهي كليلة عن البصر في بعض الاحايين فضلا" عن البصيرة ,
شوهدت كلمات الله وهي تؤخذ من فم رسول الله فيتلقفها المؤمنون طرية عنه صلى الله عليه وسلم بأبي هو وبأمي
وجبريل لما يزل يذاكره كل آيات القرآن فينتقل هذا ... القول الثقيل بصيغة مدهشة من أمين السماء الى أمين الارض
وليلة القدر هي ميلاد للرؤية الربانية لنا
والتي شاء الله ان يحفظها هو جل في علاه وشاء ان تكون طبعة" مهيمنة على سائر الرؤى
فهذا القرآن هو الخريطة الفكرية التي تعلمنا كيف نعيش
ولماذا نعيش فوق الارض
وماذا سنلاقي في بطنها
ويوم تغادرنا ارواحنا وتنزع عن اجسادنا
بل ان هذا القرآن هو دليلنا للنظر في آفاق الكون كيما يتبين لنا انه الحق من ربنا.... القائل ....
( سنريهم آياتنا في انفسهم وفي الافاق حتى يتبين لهم انه الحق من ربك ...)
وليلة كهذه ارى الناس بعضهم وقد صاروا فيها من الغرباء
فاستفيق من ألمي عليهم على قولة للرحيم الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام ...( بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كمابدأ فطوبى للغرباء قالوا من الغرباء يا رسول الله قال : الذين يحيون سنتي بعد اندثارها ..(
فيغفل بعضنا حين يقصر احياءها عن طريق هيئته والثياب ومظاهر القول والعمل فحسب
ولاينتبهون الى عامل هام , هو الطاقة الكامنة لهذا المنهج الرباني ....
تدعى طاقة التجديد
التي قد يقوم بها أي فرد مؤمن او من يشاء الله وأرسله الينا على رأس كل مئة عام ليجدد للامة امر دينها ,
وهل ننتظر من الدين الا التجديد والحيوية وفيه السعة الواسعة التى لا تحد بحد يبلغ ولا يحاط ،
قال تعالى : (قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا ).
وفى آية اخرى: (كل يوم هو فى شأن .(..
وشأنه تعالى ... تعليم خلقه ابداء ذاته لتعرف ..
بل على التحقيق ، ان الغريب فى الدين والأكثر غرابة لهو آت مع كل صبح جديد لترتفع به الحياة وتخصب به وتسلك به السبل الى ربها ..
واى الناس من عقلاء الناس ، ينتظر ان يظل معين الدين آسنا مواتا بدلا من ان يكون ثراء دافقا بماء الحياة ، والنماء ؟؟
كما قالت لي ذلك من تشاركني النهل من اكاديمية العلم والسلم لطبيب افكارنا الدكتور خالص جلبي وهي اخت لي من جدة والتي اضافت
( ان القرآن يعطي أسراره في رمضان أكثر مما يعطيها في غيره من الأزمان ) " عن محمود طه رحمه الله من كتابه الصيام توأم الصلاة ..
قلت لها ياأخية هل تنبهت الى ان القرآن وحده فقط من سيبقى من صور الارض فيرافقنا الى السماء من دون تشويه
اليست الارض سيبدلها الله غير الارض
ألسنا ان رضي الله عنا وأدخل أحدنا الجنة
ستستبدل هيئته وسنه ويمتنع عن التغوط والتعرق الى ماسوا ذلك
اليس المجرمون ستتكلم اياديهم وتعترف امام خالقها
ولكن مايبقى هو
القرآن ...لانه .... هو كلام الله
كلام الله الذي فيه رؤية ثابتة ومتجددة يوصينا ان نراعي النظر والتدبر في متغيرات الايات على الارض فنطابق اعجاز ه في السطور واعجازه في المنظور
وهذه مهمة للاسف لايقوم بها مسلم هذه اليوم فاكتشافات آيات الله في كونه يتسابق اليها الغربيون ثم يأتي متحدث منا
فيصرخ وجدتها وجدتها
في الكتاب المجيد ولايستنبط ان هذا القرآن متجدد على الارض وفي انفسنا
نعم نحن بحاجة لنتعرف على السلطة الحقيقية لهذا المنهج القويم في القدرة على تحقيق النتائج
التي نريدها مع المحافظة على مكانتنا واعني القدرة على تغيير حياتي وتشكيل مفاهيمها وان أجعل الأمور تسير في صالحي دوما"
والسلطة أمر أتقاسمه مع الآخرين ولا أفرضه عليهم ...
انني هنا لاؤكد ان ليلة القدر وتخصيصهالايراد منها الا ذكرى ميلاد منهج متجدد يحفزنا ويستدعينا لطول التفكر فيما آلت اليه أوضاعنا
منهج يقر لنا استخدامه لمعالجة تأخرنا عن ركب النمو المعرفي وتراجعنا عن دورنا الريادي مع عقلاء الارض
منهج كأنه يقول لنا اجعلوا ليلة القدر في معائشكم ليال للقدر والفضيلة ودعوا المشكاة المحمدية تشع انوارها على الارض جمعاء ولا تبخلوا فيها عمن يحتاجها اليوم وهي له دواء
وصلوا ارحامكم الانسانية على الارض الحزينة
وبشروا ببلاغات الرحيم محمد
والقوا على ارض الله ... السلام
السلام على المسلم يوم يولد
والسلام على المسلم يوم يموت
والسلام على المسلم مابين اليومين
وحتما" حتما" السلام يوم نبعث أحياء ... أنقياء
سلام قولا" من رب رحيم