************
لمن العزاءُ وكـلُّنا محمولُ يوماً إلى قبر إليه نؤولُ ؟!
فيمن نُعزّي ؟! هل تُرى فيمن مضى ؟! وحياتنا لا ما أظنُّ تطولُ
فالقبرُ دارٌ سوف يسكنه الذي يفنَى ويبلى في الدُّنا ويزولُ
يُطوى به كصحيفة مملوءة كُتبت بأعمال عليه تحولُ
يمضي به الأهلون فوق رقابهم فإذا توارى فالجميع قفولُ
يأتيه صوتُ نعالهم من بعد ما قد ودّعوه وفي الوجوه ذبولُ
قد كان يسأل والجميع يجيبه واليوم في قبرٍ هو المسؤولُ
من يا ترى قد جهز القول الذي يُنجيه من سؤْل لها مدلولُ ؟!
وأعدّ مشعله الذي بضيائه تنزاح ظلمة قبره وتحولُ ؟!
واختار مؤنسه الذي في قبره يأتيه منه محبة وقبولُ ؟!
كم من أناس سارت الدنيا بهم لم يحظ فيها بالخلود رسولُ
كَـتبَ الإله على البرية كلها أن الممات عليهم مسلولُ
وسيبعث اللهُ القبور ومن بها لمّا يشاء وأمره مفعولُ
وسيُنشرون وتُنشر الصحفُ التي الكلُّ فيما قد حوتْ مشغولُ
و يؤول كلُّ الناس بعد حسابهم للخلد في دار عليه تطولُ
إمَّا لجناتٍ سعى في نيلها أو للعذاب إذا اعتراه غلولُ
فيمن نُعزِّي ؟! في المطيع لربّه؟! أمْ من تُرى في الملهيات شغولُ ؟!
فيمن نُعزِّي ؟! في الذين تجاهلوا ولديهمُ فيما نظنُّ عقولُ ؟!