_1_
منذ أن خلق الله العالم إلى اليوم و العالم منقسم إلى حزبين كبيرين الكل منتم لأحدهما . حزب الأشرار الفجرة و حزب الأخيار البررة.من ولدي آدم حتى اليوم و هما في صراع و حرب ، و النصر فيها سجال بينهما في معاركهما الطاحنة إلا أننا و من وجهة نظر الأخيار _حتى لا نتهم بالانحياز _ نخطئ كثيرا بنظرتنا السطحية تلك حين نظن أن الأخيار ينهزمون. فلا و الله إنهم في نصر دائم لأنهم مع الله حتى إن بدا لنا انهزامهم و الإحاطة بهم إلا أن الله قد ادخر لهم النصر قريبا في الدنيا أو خالدا في الآخرة.
في القرون الأخيرة تراجع بعض الردة عن موضعهم في كلا الحزبين و لسبب ما_شخصيا لا أعلمه_ فضلوا الموالاة لحزبهم مع عدم الخروج منه لأن ذلك ليس بأيديهم بل هو قانون سماوي .
فبارتداد أولئك السود من حزب الأشرار، و بتراجع أولئك البيض من حزب الأخيار ظهرت الألوان بين بني آدم، و ازداد عدد المنافقين في الأرض ، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ، فئة تمتدح الملوك الظلمة و المجرمون و اللصوص و القتلة و يخرجون معهم في كل غزوة؛ ينظمون الشعر في الولاة و يظهرون الشماتة في الأعادي مكتفيين بما يمنه عليهم أسيادهم أصحاب الأعلام السود ، و فئة أخرى يجالسون رجال الدين الصالحين و يدنون من العلماء النافعين و يكرمون الرجال الطيبين مكتفيين بأن يشاع عنهم في مجتمعاتهم الصلاح و النفع و الطيبة . و إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و إذا خلوا إلى شياطينهم..............
و في العقود الأخيرة حدثت ظاهرة عالمية واسعة الانتشار على ظهر البسيطة إذ عادت موالي أصحاب الرايات السود إلى موضعهم الأول بل و تقدموه و اقتاد منهم الكثير حزب الأشرار .
توقع الطيبون أن المنافقين الذين يتزايدون كل يوم في جانب أصحاب الرايات البيض سيلتزمون المثل و يجددون العهد مع الله و يدخلون حزب المؤمنين ، إلا أن أولئك المنافقين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف و طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون ، و فرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم.
تمهلوا قليلا و ايهأوا عن لعنتهم ، و انظروهم في كل مكان و بين ظهرانيكم و فيكم ؛ فشخصيا أدعو الله ألا أكون منهم .
(نظرا للقيد بطول الرسالة فإنه تم تقسيمها.)