أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: قدر لا يقاوم

  1. #1
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي قدر لا يقاوم

    قدر لا يقاوم


    حيــا على حـق ٍ أبلـج في رفقة الفجـر ، وأنــا كـاملة الوعي والادراك والاحساس
    كــاملــة الرؤى والنظــر عبر نـافذة أفكــاري وحقيقة تلكم الملزمات والاختناقات
    اللاتي طوقـتْ الحقيقة وأظهرتها مسلوبة الشك شـامخة اليقين .

    إن في قول المرىء أن الحياة أشبه ماتكون بـ قطــارات سريعـة وبطيئة عين الصواب ،
    تقف أمام محطات احتياجاتنا ، تنقل لنا ومعنا رفقةً لا نعلم امتداد وجودهم
    في عالمنا ، ينزلون في محطات نكره خروجهم إليها ، ويصعدون من محطات
    محبين قدومهم إلينا .

    وعند المسير ، حيث تقترب الأوجه وتتحد بعض المشاعر ، وتتفق أحاسيسٌ
    أٌخــر ، ويشفق العقل على القلب سامحاً لـه في اقتباس أنوار الحب والامان
    لينفصل عليه إلى فريقين / الأول يرفض النزول ويستعد مسروراً بوجود رفيقه
    ويعهد على التواجد معه مدى الدهر ، والثاني يحمل متاعاً حيث يخزن دموع
    رفيقه أوجاع فراقه ملوحاً يده : ان أراك قريبا وأتمنى لكَ حيــاة سعيدة دونما أكون.

    العجب الآن ، اكتشافي لفريق ثالث ، نهــاره قرارٌ : الرحيل حتى أريح وأستريح
    وليله وجعٌ يقسـم بالله أنه بريء وأن قلبه غير قادر على الفراق أو الاقتراب لكنَّ
    الحيـاة ملزمة وعطاياها فروض ونحن نطيع قدر الاستطاعة ولو جاءت نهاية من نحب
    على أيدينا .


    فكــانت سيدتي ، تجلس في العربة الأخيرة ، بجانب نافذة تآلفت مع ساعدها الأيسر
    الذي يلوح في كل مرة يحتل الفراغ المقعد الذي يلاصقها ، مقعدٌ احتوى أجساد
    أحبتهم وأسرتْ أحزانهم في صدرها حتى محطة وجهتهم ، إلا أنها المرة الأولى
    التي ستترك هي مقعدها فارغاً بعد تمثيله بوردة حمراء ، وملف وردي كاد ينتهي
    خيراً لولا الفجر وأحداثه .

    حملتْ سيدتي متاعاً ،وأحكمتْ حبس دموعها ، وهذه المرة لم تلوح عبر النافذة
    بل لوحتْ لمن كان يقطن معها طوال حياتها السابقة الذي استأذنها قليلا
    في أخذ غفوة يهدأ التعب المرهق ، لوحـتْ له بعد دوامها النظر على عقله ثم
    روحه ثم قلبه ، وآه قلبه ، لوحـتْ له بعد تقبيل جبينه ، قبلة هادئة مسكونة
    الحب وثورة الغضب على نصيبها ، لوحتْ له على أمل الخروج عبر بوابة تغلق
    آليا بعدها ، فلا مقبض ولا تحديد واضح له ، حملتْ المتــاع وهي تكتب أشياءً
    على كل ما حولها ، وهربتْ هادئة الخطى ثائرة المشاعر و الدموع ولم تنسى
    ابتسامة محياها المتمتم : لعلّ حياتكَ أفضل دونما أكون ليحفظك الله أينما تكون.

    وقفت سيدتي خارج القطار مفكرة : "
    ما سر الدمعة اللامعة على خده لحظة تقبيلي
    هل أدرك رحيلي ؟ ، نعم علِم به ولم يقوى على تقييد يدي "

    ترقب حزينة النافذة البعيدة بعد التراجع للخلف والجلوس على كرسي الانتظار
    انتظار من لا يتبعها إلا بمعجزة إلهية ، حتى تحرك القطار في بطىء ، وبطىء
    تصرخ: رحماك ربي، أسرع أسرع في قضاءك أكاد أفقد روحي ، لا يزال القطار
    في انصرافه بطىء ، تهب ريحٌ ، تنفض عقلها بعيداً ، لتنفض هي كل ماتحمله
    وتعود إلى القطار ، تهرول في ممراته لتصل إلى العربة الأخيرة ، إلى مقعدها
    تخرج ساعدها عبر النافذة تلوح لعقلها ولمتاعها قائلة : ألقاكم في المحطة القادمة.
    تتنفس الصعداء وتلقي برأسها للخلف لتسمع همسة دافئة : حمداً على سلامتكِ لي .

    منقول:/ رومي

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد الأمين سعيدي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 1,981
    المواضيع : 138
    الردود : 1981
    المعدل اليومي : 0.30

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر الليالي مشاهدة المشاركة
    قدر لا يقاوم

    حيــا على حـق ٍ أبلـج في رفقة الفجـر ، وأنــا كـاملة الوعي والادراك والاحساس
    كــاملــة الرؤى والنظــر عبر نـافذة أفكــاري وحقيقة تلكم الملزمات والاختناقات
    اللاتي طوقـتْ الحقيقة وأظهرتها مسلوبة الشك شـامخة اليقين .
    إن في قول المرىء أن الحياة أشبه ماتكون بـ قطــارات سريعـة وبطيئة عين الصواب ،
    تقف أمام محطات احتياجاتنا ، تنقل لنا ومعنا رفقةً لا نعلم امتداد وجودهم
    في عالمنا ، ينزلون في محطات نكره خروجهم إليها ، ويصعدون من محطات
    محبين قدومهم إلينا .
    وعند المسير ، حيث تقترب الأوجه وتتحد بعض المشاعر ، وتتفق أحاسيسٌ
    أٌخــر ، ويشفق العقل على القلب سامحاً لـه في اقتباس أنوار الحب والامان
    لينفصل عليه إلى فريقين / الأول يرفض النزول ويستعد مسروراً بوجود رفيقه
    ويعهد على التواجد معه مدى الدهر ، والثاني يحمل متاعاً حيث يخزن دموع
    رفيقه أوجاع فراقه ملوحاً يده : ان أراك قريبا وأتمنى لكَ حيــاة سعيدة دونما أكون.
    العجب الآن ، اكتشافي لفريق ثالث ، نهــاره قرارٌ : الرحيل حتى أريح وأستريح
    وليله وجعٌ يقسـم بالله أنه بريء وأن قلبه غير قادر على الفراق أو الاقتراب لكنَّ
    الحيـاة ملزمة وعطاياها فروض ونحن نطيع قدر الاستطاعة ولو جاءت نهاية من نحب
    على أيدينا .

    فكــانت سيدتي ، تجلس في العربة الأخيرة ، بجانب نافذة تآلفت مع ساعدها الأيسر
    الذي يلوح في كل مرة يحتل الفراغ المقعد الذي يلاصقها ، مقعدٌ احتوى أجساد
    أحبتهم وأسرتْ أحزانهم في صدرها حتى محطة وجهتهم ، إلا أنها المرة الأولى
    التي ستترك هي مقعدها فارغاً بعد تمثيله بوردة حمراء ، وملف وردي كاد ينتهي
    خيراً لولا الفجر وأحداثه .
    حملتْ سيدتي متاعاً ،وأحكمتْ حبس دموعها ، وهذه المرة لم تلوح عبر النافذة
    بل لوحتْ لمن كان يقطن معها طوال حياتها السابقة الذي استأذنها قليلا
    في أخذ غفوة يهدأ التعب المرهق ، لوحـتْ له بعد دوامها النظر على عقله ثم
    روحه ثم قلبه ، وآه قلبه ، لوحـتْ له بعد تقبيل جبينه ، قبلة هادئة مسكونة
    الحب وثورة الغضب على نصيبها ، لوحتْ له على أمل الخروج عبر بوابة تغلق
    آليا بعدها ، فلا مقبض ولا تحديد واضح له ، حملتْ المتــاع وهي تكتب أشياءً
    على كل ما حولها ، وهربتْ هادئة الخطى ثائرة المشاعر و الدموع ولم تنسى
    ابتسامة محياها المتمتم : لعلّ حياتكَ أفضل دونما أكون ليحفظك الله أينما تكون.
    وقفت سيدتي خارج القطار مفكرة : "
    ما سر الدمعة اللامعة على خده لحظة تقبيلي
    هل أدرك رحيلي ؟ ، نعم علِم به ولم يقوى على تقييد يدي "
    ترقب حزينة النافذة البعيدة بعد التراجع للخلف والجلوس على كرسي الانتظار
    انتظار من لا يتبعها إلا بمعجزة إلهية ، حتى تحرك القطار في بطىء ، وبطىء
    تصرخ: رحماك ربي، أسرع أسرع في قضاءك أكاد أفقد روحي ، لا يزال القطار
    في انصرافه بطىء ، تهب ريحٌ ، تنفض عقلها بعيداً ، لتنفض هي كل ماتحمله
    وتعود إلى القطار ، تهرول في ممراته لتصل إلى العربة الأخيرة ، إلى مقعدها
    تخرج ساعدها عبر النافذة تلوح لعقلها ولمتاعها قائلة : ألقاكم في المحطة القادمة.
    تتنفس الصعداء وتلقي برأسها للخلف لتسمع همسة دافئة : حمداً على سلامتكِ لي .
    منقول:/ رومي
    أخي الفاضل ..

    جميل ما تحمله إلينا من عبير الحروف ...

    والله كنت في الصفحات الأخيرة من منتدى مملكة النثر ...ووجدت في إحدى مدائن الإبداع هذه الرائعة ..
    بدى لي أن مكانها إنما هو في الصفحة الأولى و اللع أعلم و أحكم..

  3. #3
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    سحر...
    لذا لان الاقدار لاتقاوم..لن يبقى للمرء الا صحة النية..اليس كذلك..لان القدر آت...لامحال...لاضابط لصحة الوجود الا النية الصحيحة المستقيمة،فالتزوير والتلبيس كلاهما سهل ميسور في الاعمال ولكنهما مستحيلان في النية اذا خلصت..وهي كذلك ضابط للفضائل توجه القلوب على اختلافها وتفاوتها اتجاها واحدا لايختلف،فيكون طريق مابين الانسان والانسان من ناحية الطريق مابين الانسان وبين السماء...هكذا يكون النية..فتترك في النفس آثار ايجابية لاتمحو..لاتنتهي...!

    اردت ان اغير وجهة النص فاغفري لي

    محبتي لك
    جوتيار

المواضيع المتشابهه

  1. حتى الثلج في فلسطين يقاوم
    بواسطة زهراء المقدسية في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-05-2013, 09:48 PM
  2. دونكم صومي يقاوم
    بواسطة زهراء المقدسية في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 13-05-2012, 10:45 PM
  3. لاَ تَعْـذِلُوا رَفضِي هَـنَا دَعْوَاتِكُمْ فَأنا الذبِيحَةُ فِي قِـرَى الأَعْياد
    بواسطة محمد محمود مرسى في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 19-01-2008, 06:07 AM
  4. لَاْ تُنَادِ
    بواسطة حوراء آل بورنو في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 72
    آخر مشاركة: 24-07-2007, 11:20 AM
  5. لَا فَرْقَ لِلْنَّفْسِ ...
    بواسطة بندر الصاعدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 27-01-2005, 08:39 PM