هناك الكثير من الايات فى كتابنا الكريم دائما ما استرعت انتباهى وكثيرا ما وقفت فيها متأملا تلك العظمة , وهذا الرمز الرائع والاسلوب الادبى الراقى الكامل من خالق الكون العظيم , اليكم تلك الاية
"وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحى الموتى , قال أولم تؤمن ؟ قال بلى و لكن ليطمئن قلبى , قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم أجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا وأعلم أن الله عزيز حكيم"
البقرة - اية 260
استوقفتنى هذه الاية "وأعلم أن الله عزيز حكيم" تعجبت من فعل الامر "وأعلم" , هذا الفعل يأمرنى أن اعيد قراءة الايات , فتابعت الايات مرة أخرى لارى تسلسل الاحداث لاقترب من المعنى البعيد
- أرنى
- اولم تؤمن
- ليطمئن قلبى
- فخذ
- فصرهن
- ثم اجعل
- ثم ادعهن
- يأتينك سعيا
- وأعلم
بدأ الامر بالرغبة الى المعرفة , تلاها السؤال عن جدواها , وهل هى نوعا من العبث ام أنها لسمو و نور , يليها مباشرة ذلك البحث بالعمل "فخذ , فصرهن , ثم أجعل , ثم أدعهن " ان اردت ان تعرف فابحث وأعمل وجرب لترى النتيجة , لم يجبه الله عن تساؤله وهو ساكن يتأمل , بل وجهه الى العمل والتجربة وبذل المجهود , قال الله لنبيه أن يأتى باربعة من الطير , هذا امر بالعمل يليه أمر بأن يضع كل جزء فوق جبل , اربعة طير يقطع كل واحد منهم ما لا يقل عن جزئين , بعملية حسابية بسيطة يكون الناتج ثمانية جبال !!! يصعد النبى قمة كل واحد منهم ثم يضع جزء الطير هناك , هذا ليس بالامر السهل ؟!!! لابد من الاجتهاد فى التجربة وتأصيل المعرفة , لم ينل سيدنا إبراهيم اجابة سؤاله بتجربة هينة , بل كانت درسا للامة فى السعى لتحصيل العلم والتيقن من صحته
(سؤال - رغبة فى المعرفة - بحث عن اجابة - وضع تصور هيكلى للاجابة - تصميم تجربة مصغرة تحاكى الظروف المراد سبر اغوار ابعادها اليقينية - العمل الدؤوب للوصول الى نتيجة - متابعة النتائج و تدبرها جيدا يليها مباشرة استنباط بعد التجريب وبناء معرفة يقينية )
تساءلت بعدها عن منهج التجريب الذى يدعى الغرب انهم رواده بداية من الفيلسوف "فرنسيس بيكون" الانجليزى وصولا الى الفيلسوف الالمانى "ايمانويل كانت" !! ترى هل حقا كان الغرب من اكتشف المنهج التجريبى ؟؟ تلا ذلك تساؤل عنيف اجتاح عقلى ... "كيف لا نتدبر القرأن لنرى و نبصر كيف نسمو بأمتنا ؟؟؟"
أسئلة تطرح نفسها فتؤلمنى ... ولا عزاء !