[gasida= font="arial,7,indigo,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
كتبتْ إليّ سطور شِعْـرٍ فاضلـهْ = تصِفُ اعْتِـلالَ شِفاهِ وَرْدٍ ذابلهْ
لله درك " قـد هجرتُ منـازلي" = حسـداً لها، هجر الهـزارُ مَنازِلهْ
فبدا الجمـالُ يبثُّ روحَ خيالِـها = جُمـَلاً بأزهـارِ البلاغـةِ حافِلهْ
وأطـلَّ طيفُ حروفِهـا متـهللاً = يُلْقـي التحيةَ إذْ يَمُرُّ بفـاصـلهْ
يشْدو لُحُونَ اللفـظِ ملءَ تنـاغُمٍ = والوزْنُ مـاضٍ يستحثُّ قَوافِـلَهْ
أسلمتُ للأمواجِ زورقَ خافقـي = كيْ أَسْتَقي من بحر تلك الفاضلهْ
ياطيبمـا ألـقتْ إليّ ريـاحـهُ = إذْ أمطرتْ قطـرات تبرٍ وابـلهْ!
طارتْ بإحساسي عذوبةُ بُوحِهـا = فنسيتُ قسـوةَ عالَمي ومَشَاكِلَهْ
لـملمتُ أوراقي ورمتُ تفـرُّدي= أمشي الهوينـا في خطىً متثـاقلهْ
فاستـأْثَرتْ مـرْآةُ صفحةِ جدولٍ = بفلول أخْيلتي وصَحْوي كـامِلهْ
في صفحة الماءِ الغيومُ تعـانقتْ = وعلى الغمـامِ نقوشُ رسمٍ ماثِلهْ
وتَنَقَّبَتْ شَمْسُ الأصيـلِ بعسْجدٍ = ضاحٍ تَـلأْلأ في الخيوطِ الآفـلهْ
وعلى مَدى الشَّفقِ البعيدِ تَواكَبتْ = أسْـرابُ طيرٍ أعجلتْها الراحـلهْ
هـا قد خبا نور الأصيـل مودعا = وبدت عيون الليل كالمتكاسـلهْ
فطويتُ أحلامي وبتُّ أّعدُّ ســا = عَ الليـلِ أرقبُ شيبهُ لأسـاجلهْ
نثرتْ زهور الـروض طيب عبيرها = إذ حـان موعـد رحلتي المتفائلهْ
فَرَكِبتُ طـائرةً يشـقُّ جناحُها = كبِـدَ السَّحـاب ويستفزُّ مَنازِلَهْ
تختـال سـابحة على متن الهـوا = ءِ الطلق تسبق خيـله وجحـافلهْ
وتظـلُّ تلتهمُ السَّحابَ كمـاردٍ = بالنـار تَمـزجهُ وتنفُثُ سـائِلَهْ
تطْوي السماءَ وحين يرْقُصُ هامُها = (بِمَطَبَّةٍ) يطوي الرُّهابُ مراحـلهْ
وكـأنَّ طَرْفَ الموْتِ يَسْرِقُ غَمْزَةً = فَتـَرُدُّها رسُـلُ الحيـاةِ مُجامِلَهْ
كمْ خِفْتُ زِلـَّةَ سابحٍ بيَدِ الريا = حِ وقد تزِلُّ يدُ الريـاحِ القاتِـلهْ!
ولقدْ شَهِدْتُ الخوفَ في حِرْصِ النُّفُو = سِ على الحيـاةِ تَمسُّكاً بالعاجِلَـهْ
فَعَلِمْتُ أَنَّ العُمْرَ يَصْرِفُ حِسَّنـا = عنْ آجلٍ، يـاويحَ نفْسٍ غــافِلَهْ!
ياصـاحبي ! إنَّ الحيـاةَ كغـادةٍ = حُبلى بِنَا والـمَوْتُ حِجْرُ القـابِلَهْ
متِّع شعـورك بالجمـال فإننـا = نبلى كمـا تبلى الزهور الذابـلهْ
لله آيـاتٌ فـلا تنسيـك رَوْ = عَتَهـا صَنائعُ مُحْدَثٍ متفاعِـلَهْ