خطاب أنت على العدو شهاب
والخاضعون أرانبٌ وترابُ
حلقت في جو الجهاد مناضلا
وسواك في شَرك الهواء غراب
بازٌ رأى قلب الكفور حمامة
أسدٌ ولكن كلُه أنياب
بل إنه رعد وبرق في السما
ومخيلةٌ وقنابل وحراب
غيم ترى فوق البطاح منور
وعلى رؤوس الكافرين عذاب
كم ذا قطعت من الجبال صخورها
والثلج من صبر الكمي شراب
ورأيت آيات اله معينة
فعلمت أن العالمين تراب
خطاب هل لك في الجهاد إياب
أم أن قبرك روضة ورحاب
عجبا أرى ليثا يطير منعما
وإذا سرى بين الجبال يهاب
والصقر يمضي لا يخاف قنابلا
وكأنها فوق الوهاد سراب
سبقته أطراف الأصابع في العلا
وعليها من طيب الثناء خضاب
أأتيت من جند الصحابة منقذا؟!
أم أنت في ارض الجفاف سحاب
نظرٌ إلى الأعلى بعزم كتيبة
وأنيسه بين الدروع كتاب
كم واديا قطع الهزبر ترابه
طاب التراب وطاب فيه رحاب
نجري إلى عيش الركون ونرتمي
ويغرنا في الحالمين شباب
آهاتنا حرى على حر الجوى
ونذم في ارض الدنا ونعاب
ما أجمل النظرات في إيمانها
وحليفها في دربه وثاب
ستموت أجيال وتبقى مخلدا
ويعود في سرب الجهاد شباب
يكفيك أنك خالد في عصرنا
ولنا على مر الزمان ذهاب
الآن ترزق مثلما رزق الألى
ويراك في زهر الجنان صحاب
أبقيت عطرا للعروبة كلها
ورأيتها كيف الأسود تهاب
وتعلمتْ أن الجهاد عقيدة
مهما طغت فوق البطاح كلاب
فالغرب كل الغرب حرب أججت
وجميعنا في فكرهم إرهاب
رحل الهزبر عن الحمى متهللا
وله على ظل الجنان رحاب
عبد الله بن مسفر الزعبي