|
ايها الناسُ اذا متّ اعذروني |
ليتكمْ بعد سقوطي تقبروني |
انا بغدادُ وجرحي فاضَ منّي |
دنَّسوا عذريتي واغتصبوني |
كبَغيٍّ نحو من يشنقها |
ساقني قوميَ لمّا سلّموني |
أمّ قصرٍ بقيَتْ واقفةً |
ثمّ لمّا جاء دوريْ أجْلسوني |
ضحك القائدُ فينا وانتشى |
وتبعناه اذا قال اتبعوني |
فرمانا بين أشلاءالضحايا |
ثم ولّى هارباً ذاتَ سكونِ |
أين منّيْ حرسٌ دجّجهمْ |
بصمودٍ و سلاحٍ وفنونِ؟ |
هُزموا بالرعبِ من بعضِ لصوصٍ |
أين مِنهمْ رجلٌ يَدفعُ دوني؟ |
الفُ سجّانٍ ومليونا رقيبٍ |
يَتبع الناسَ بآلافِ العيونِ |
والملايينُ التي تهتف جوعا |
لقصورٍ عمرت بالضفتين |
وشعاراتٌ وحزبٌ وغثاءٌ |
وجياعٌ كذئابٍ يسرقوني |
وفدائيونَ من أجْلِ غبيٍ |
نهضوا من أجلهِ, لا لعيوني |
بشعاراتكم الجوفاءَ ضعنا |
بين بعثٍ ويسارٍ ويمينِ |
لمْ أكنْ اخشى الأعادي غيرَ قومي |
عندما بالغدرِ منهمْ قتلوني |
لعنة الله عليكم يا كلاباً |
نجّست تاريخ ارض الرافدينِ |
يَسقطُ الظلمُ, وسحقاً لوجوهٍ |
أمْعنَتْ ضحكاًعلى كلّ الذقونِ |
عندما يُختصرُ الشعبُ بفردٍ |
يصبح الشعبُ كفردٍ مستكينِ |
انا لم أسقطْ . ولن اسقطَ مهما |
حاولوا في بغْيهِمْ أن يسقطوني |
غيرَ أني لمْ أُطقْ قوميَ لمّا |
بخيانات ٍوظلمٍ حكموني |
انني الاولى وفي نفسيْ اباءٌ |
لم يزلْ يعطِي ضياءَ المشرقينِ |
وأنا الماءُ الذي تنهلُ مني |
هذه الدنيا, ولا تحيا بدوني |
وأنا الوردُ فلا عطرَ بغيري |
وأنا العقلُ , وأصلُ العقلِ دِيني |
وأنا الفخرُ اذا قيلَ فخارٌ |
وأنا الماسُ وغيري بعض طين |
وأنا التاريخ . فالأمسُ عِمادي |
وغدي ابيضُ مهْما اسْودّ لوني |
قدْ تَغيبُ الشمسُ انْ شبَّ دخَانٌ |
ثمّ تأْتي الريحُ بالنورِ المبينِ |
أنا بغدادُ اذا كنتمْ نَسيتمْ |
أنا حِصْنُ العزِّ والمجدِ الحصينِ |
كلُّ شمسٍ لغروبٍ ماعداها |
شمسُ بغدادَ ستبقى في السنينِ |