السلام عليكم
هذه القصيدة هي تطوير لقصيدتي (كم يهواك عاشق) مع تغيير كبير فيها
أطلّتْ كنورٍ في دجى الليل يَلْمَعُ
وَنـادَتْ فَلَبّاهَا فُـؤادٌ ومِسْمَعُ
فَصَفُّوا لها الحرَّاسَ يُثقِلُ عِطْفَهُمْ
سيُوفٌ وأَقْوَاسٌ وسُمْر ٌ وأدْرُعُ
خُطَاهُمْ تَدُقُّ الأَرْضَ دقًّا يَقودُها
نفيرٌ يُدَوِّى خلْفهُ الطَّبْلُ يُقْرَعُ
وَأَلقَوْا عَلَى الأَرْضِ الزُّهُورَ تَحِيًّةً
وزَانُوا لَهَا دَرْبَ الْمَسِيرِ وَوَسَّعُوا
فهلَّتْ كبدر التَّمِّ والطَّيف حولها
عَلَى رَأْسِهَا تَاجٌ عَتِيقٌ مُرَصَّعُ
تجرُّ طُيوفاً -مثلما الشهب- خلفها
فتَرْسم : "مصرًا "بالضِّيا وتُوَقِّعُ
فتمضي طيوفٌ ثم تُخْتَطُّ غيرُها
كموجات بحرٍ تختفي ثم ترجِعُ
فيقرَأُها صَبٌّ يهيـم بِمِصرِهِ
إذا أشرقتْ تلك الحروفُ ويولَعُ
يشقُّ حشودَ الناس من لهفة الهوى
ويرنـو إليها قـلبه الْمُتطَـلِّعُ
تُرى هَلْ رَأتْنِى من أسَى الوجْدِ باكيا؟!
تُرى هل درَتْ بى بين ذا الحشْد أدْفَعُ؟!
ويا مصرُ كم وارَيْتُ في قلْبِيَ الهَوى
فتفضَحُنِى للعشْقِ يا مصرُ أدْمُعُ!
أتَدْرِينَ كمْ يهواكِ يا مصرُ عاشقٌ
يبيتُ الليالى تكتوى منه أضْلُعُ؟!
نعمْ يا ديار الْمجد إنِّى مُتَيَّـمٌ
وفي حبِّ مصْرٍ رحْتُ أشدو وأسْجَعُ
فتَجْرِي مع النِّـيلِ العتيقِ حكايةٌ
لها الناس في كل البوادى تَسَمَّعُ
سُطُورًا رَوَى التَّاريخُ في صَفحَاتِهِ
لهَا النَّصْرُ والأَمْجَادُ والنُّورُُ منْبَعُ
وكمْ رَفْرَفَتْ في الأُفْقِ رايَاتُ مِصْرِنَا
وشِدْنَا قلاعَ المجدِ والنَّاسُ هُجَّعُ
هنا قلعة التاريخ والمجد والهدى
هنا يا بلادى درعـناالـمُتَمَنِّعُ
ديارٌ أبتْ إلَّا صمودًا وعزَّةً
إذا جار طغيانٌ وكشَّرَ مطمَعُ
ومهما علا بنيان سجن لظالمِ
فإن بلاد النيل للحرِّ موضِعُ
فَصُلْنَا إِذِ الأَبْطَالُ تَخْشَى وَتَخْتَبِي
وَثُرْنَا إذِ الأَوْطَانُ تُسْبَى وَتُمْنَع ُ
تعزُّ على الأحباب من مصر دمعةٌ
فكيف إذا سالت على النيل أدمعُ ؟!
فما نام لي جفنٌ ومصر حزينةٌ
ولا طاب لي عيش ومصر تَوَجَّعُ
فَيَا مصرُ قومِى كَفْكِفِى دَمْعَكِ الذِى
له قلب من يهواك يأسى ويفزع
هى الأم تحنو كلّما ازداد قسْوةً
عليها بُنُوها وهْى تَدْعُوهُمُ: ارْجِعُوا