|
أَتَى رَمضانُ يا نَفسِي فَقُومِي |
إلَى جَنَّاتِ ربّكِ واسْتقَيمِي |
وشُدِّي مِئزرَ الإِخْلاص حَتَّى |
يُشعّ النُّور فَي قَلبِي السَّقيمِ |
فَبعدَ العَام هَذا لَستُ أَدرِي |
أَ أَحيَا كَيْ أُعَاودهُ قُدومِي |
لأنَّ الدَّهرَ يَا نَفسِي سَيمضِي |
وَإنْ دَامَ الزَّمانُ فَلنْ تَدومِي |
فَيَا ويْحِي إذَا مَا ضَلَّ سعيِي |
وَحدتُ عَنِ الصِّراطِ المُستَقيمِ |
وقَد جَاءَ الكَريمُ يَمدُّ كَفًا |
لِيشعلَ ظُلمةَ الليلِ البَهيمِ |
فَأولهُ مِنَ الرَّحَماتِ عَشرٌ |
تُحلِّقُ بالقٌلوبِ مَعَ الغُيومِ |
وَأوسَطهُ يَنالُ المَرْء عَفوًا |
ومَغفِرةً مِنَ اللهِ الرَّحِيمِ |
وآخِرهُ الخَلَاص مِنَ الخَطَايَا |
وَعِتق العَبد مِن نَارِ الجَحيمِ |
تَنزَّلتِ المَلائِكةُ امْتثَالًا |
لأَمرِ اللهِ بالخَيرِ المُقيمِ |
لِتحمِيْ الصَّائِمينَ بكلِّ يَومٍ |
وَتَدحضَ كُلّ شَيطَانٍ رجيمِ |
فَفَيهِ لَيلَة القَدرِ التِي مِنْ |
فَضَائِلهَا المَفَازَة بِالنَّعيمِ |
تُسَاوي أَلف شَهرٍ حِينَ تُحصِي |
وذَا والله مِنْ فَضلِ العَظِيمِ |
وَفَيهِ أُنزِلَ القُرآن بُشْرَى |
وَحِصْنًا للْقلوبِ مِنَ الهُمُومِ |
فَيَا شَهرَ الصِّيام كَفَاكَ فَخرًا |
بأَنَّكَ قَدْ عَلَوتَ مَعَ النُّجومِ |
فأيّ الفَضْل فِيكَ الآنَ أَرْجُو |
وَقدْ أُوليتَ بِالخيرِ العَميمِ |
وهَا قَد جئتَ تَزخرُ بِالعَطايَا |
كَعادتكَ الكَريمَة يَا ندَيمِي |
سَألتُ اللهَ أنْ يَزدِانَ فِعلِي |
لِيحْسُنَ فِيكَ إيمَانِي وصَومِي |
أَلَا طُوبَى لَمنْ صَامَ احْتِسَابًا |
جَزَاء الصَّوم مِنْ ربٍّ كَريمِ |