بيْني وبينَ الرّيحِ معركةٌ
..........................تجري على صدْر الرَّحى قُدُما
مدَّ الَجناحَ وضَمَّهُ صَلَفا
.........................فمددْتُ جرْحي في الذُّرى عَلَما
فالتفَّ نحْوي شاهِراً فَمَهُ
.............................. فشهرتُ قلبي رافعاً قَلَما
فاشْتَطَّ عاصِفُهُ لِيقذِفَني
...............................بِجِمارهِ فاسّاقطتْ حِمَما
أجري وخلْفي منه زوبَعَةٌ
........................... تسعى وجاءَ الحقدُ محتدِما
يرْمي بِأَسْوَدِهِ ليأكُلَني
.............................. فَتَهُبُّ زوْبَعَتي تَرُشُّ دَما
حَميَ الوَطيسُ فشنَّ مخلَبَهُ
............................. فَصَدْدتُهُ بالصَّبْرِ فارتَطَما
وتوقَّفَتْ أنفاسُهُ عَجبا
.................................وتبعثرتْ قسَماتُهُ ألَما
يبْتَزُّني بالخوْفِ في يَدِهِِ
.......................... والحقُّ يجأَرُ في فَمي سَأَما
سدّدْتُ سهْمَ تَجذُري فرَمى
...............................ورَميْتُه بالجذرِ فابتسَما
لكنَّني والنّارُ في كبِدي
...............................أطْفأْتُ بسْمَتَهُ وقدْ علِما
أنَّ الرَّصاصَةَ من دَمي رضِعَتْ
..............................والجرْحُ يقتُلُني إذا التأَما
حيٌّ أنا والموْتُ في جَسَدي
..........................صنْوانِ ما افتَرَقا وما انعَدَما
ضدّانِ في بَدَني قدِ اجتَمعا
.............................. وتآلَفا.. سرُّ الحَياةِِ هُما
نفخَ الدُّجى واقتدَّ صَرْصَرَهُ
........................... من روحهِ فارْتَدَّ وانصرَما
وتَقَوْقَعَتْ أنسامُهُ قلَقا
.............................فبَكى النَّخيلُ وهَبَّ منتَقِما
واستنْصَرَ الزَّيْتونُ تُرْبَتَهُ
................................والزَّعتر ُالبرّيُّ فِيَّ نَما
فأضأتُ شمْعَةَ حِكْمَتي فبَدا
............................في هَيْئة الجُرْثومِ مُنْقَسِما
حتى انَجلى عنهُ الدُّجى فَجَلا
...........................وقَطَفْتُ منْ زيتونَتي شمَما
فتوتَّرتْ قيثارتي وبكتْ
..............................- يا أمّتي- أوْتارُها نغَما