يا بحرُ
يا بحرُ جئتكَ و الظلامُ مُسَيطرٌ..........أشْكو إليكَ مَرارةَ الأحزان
يا بحْرُ إني مُتْعبٌ و محيَّرٌ...........لم ألقَ في هذا الوجودِ مكاني
ما عدْتُ أشعرُ في الحَياة براحةٍ.....شيءٌ أضاع سكينةَ الوجدان
النحسُ يخْنقُ في المياه سفينتي......و يصُدُّها عمدًا عن الشطآن
وجْهُ المَصائب صَارَ يرْهبُ خافقي...لا خيرَ في الدنيا بدون أمان
لم ألْقَ في مجْرى الحياة حواجزًا.....تَحْمي من الآلام و الأشجان
ماتَ الحنانُ وصار روْضُ الحبِّ في..زمن النفاق مُكسَّر الأغصان
صار الظلامُ مُسيْطرًا في عَصْرنا.....فتزعْزعَ الإيمانُ في الإنسان
ما للسَّعادة في الشقاء تواجدٌ ..........ما للتعاسةِ في النعيم يدان
مازلْتُ أبحَث دائمًا عنْ عالمي...........فالحرُّ يأبى عالمَ العبدان
فكَّرتُ في أوْطاننا و جرُوحها.........فرجَعْتُ أشكو قسْوةَ العدوان
الظلمُ في شرْع العباد مُحرَّمٌ ............و الظلمُ يَهْواه بنو العمران
لا يُستردُّ الحقُّ دونَ تَصادمٍ...............و توَاجه النيران بالنيران
ما بالُ قَوْمي لا يحبُّون العلى............و الطيرُ ميَّالٌ إلى الطيران
يحَْيونَ في قيْد المآسي بعْدَما.............كانُوا أُناسًا في أَجلِّ مكان
أحْلامُهمْ عَصفتْ بها ريحُ الشتا.....و دُموعُهمْ سالتْ من الأجفان
بالأمس كانوا غصَّةً لعُداتِهم......و اليومَ صاروا عرْضةَ الطغيان
فمتى يعودُ إلى الحياة صوابُها......فنرى الأماني غضَّةَ الأغصان
ليتَ الحياةَ تصيرُ روْضا فائضًا.........بالبشْر و الأنسام و الألحانِ
ليت القلوبَ تفوحُ حبًّا صادقًا............بدلَ النفاق و كَثْرة الأضغان