حمّارةُ الغيْظ أم حمّالة الحطَبِ
.....................هذي التي انحدَرَتْ من غارِب الحِقَبِ؟
كرّتْ كَمثل كُرات الثلج دحرَجَةً
.........................وحُمرة الجمْرِ في العينين لم تَغِبِ
لاحتْ ترنَّحُ كالسَّكران منكرَةً
.................................لتستحمَّ بماء النار واللَّهَبِ
فاجتاحت النهرَ في أثواب عاصفة
..........................هبّتْ وفيها طقوس الجدِّ واللَّعبِ
حلاّقة هِيَ لا خلاّقةٌ كَشَفتْ
........................فوضى الدَّمار لعينِ العُجْم والعرَبِ
بلوثة ضربت أطناب خيمتها
..........................وحفرة في طريق الرُّشدِ بالرِّيَبِ
بالشَّكِّ قدْ أنشبتْ أظفارها وَهَوىً
........................فسامتِ الوَعْيَ بالإنكار والصَّخَب
في ثوْرَة الأخوَة "الأعداء" نشْهَدُها
.........................بعدَ انتصارٍ مَثارَ العُجْب والعَجَب
وقد تخالف رأي الناس فانقسموا
.......................وغادروا "لوْحةالميدان"في رََجَب
تحزَّبوا شيَعا والأمُّ باكيةٌ
..................."وكلُّ حزبٍ بما..." يهذي من الطرَب
هذا يريدُ صفاءَ الماءِ من كدَرٍ
............................وذا يغذي لسان النار بالشَّغَب
والحرْبُ دائرةٌ في القلب قاهرة
........................في جبهتين هما كالصِّدقِ والكَذِب
ففي الفَضاء صواريخٌ موجَّهةٌ
.....................وفي الجُيوب رَصاصُ التبر والذَّهَب
وفي العُقولِ حروفٌ لم تجدْ ورَقا
........................وفي القلوبِ وجيبٌ جدُّ مُضْطَرِبِ
هل هذه مصرُ؟ لا بل بتُّ أنْكرُها
.........................في قلْبِ معْمَعةٍ والقلبُ في كرََب
دوّامَتان بنهرالنيل واقلقي
.......................مرسومتان على لوْح مَنَ الخشَب
فسطاطُ جيشٍ من الأبناء قابلَهَ
........................فسطاطُ جنْدٍ من الأكبادِ والنُّخََب
بَنو بهيّةَ عيْنُ الله تحرسُكمْ
..................غابَ الهُدى عن نُهى الأفْذاذِ والنُّجُب
أم ضاقَتِ الأرضُ بالأحْلام فانخسفتْ
....................وأطلقتْ صرْخةً في الوادِ لم تُجَب؟
واستهْجَنتْ حالَ فلذاتٍ لها انحرفوا
...................عن جادة الحُبِّ وانحازوا لمحتسب
هاتوا العَروسَ* لعلَّ النيلَ يقبلُها
..........................وألبسوها ثيابَ العزِّ والقشُب
حتى يفيضَ بأحلام مُعتّقةٍ
........................ويَسْتَردَّ سنى التاريخ من حُجُب
سَنىً أراهُ بذي الأيام من نفقٍ
..............................يَكادُ يحجبُهُ غرْبالُ مغترب
هلاَّ اصطففتمْ كما الأخيار عائلةً
......................في حضرة الأمِّ كالأهرام في أدَب
تقبّلونَ تراباً تحتَ أرجلها
.......................وتكتبونَ بماء الورْد في الكتُبِ؟
فلتفتَحوا صفْحَة من مجد أمتكم
........................في وجْهِ نائبةٍ تهتزُّ من غضب
تَربَّصَتْ كي تبثَّ السُّمَّ في دسَمٍ
........................لتستبيحَ وتُعلي صرْحَ مُغتصِبِ
*عروس النيل