|
وما الموت إلا سنَّة اللهِ في الورى |
|
|
وإلا لقلتُ الموت قد جارَ وافترى |
هو الموت لا يبقي على الأرض سيدًا |
|
|
سيلقاهُ كلّ الخلق مهما تأخرا |
فإن ماتَ عبد الله كانَ عزاؤنا |
|
|
بأنّ رسول اللهِ قد أودِعَ الثَّرى |
لهذا رضينا بالمصابِ وإننا |
|
|
على فقدِ عبد الله نرجو تصبُّرا |
فكيفَ لنا ننسى عظيما كمثلهِ |
|
|
تجاوزَ بالإحسانِ والعدلِ منبرا |
وكيفَ لعينِ الحزنِ تحبسُ دمعها |
|
|
وما زالَ جرح الفقدِ في الروحِ ما برى |
سيذكرهُ الأجيالُ في كلّ ساعةٍ |
|
|
ويبكيهِ كلّ النَّاس من هولِ ما جرى |
فمن ذا يلومُ القلبَ إن طالَ حزنهُ |
|
|
ومن ذا يلومُ العينَ إن عافتِ الكرى |
رأيناهُ خير النَّاس يحكمُ بالهدى |
|
|
فكم كانَ للمعروفِ والخيرِ مُبصِرا |
ففي زمنٍ باعَ الملوكُ شعوبهم |
|
|
وجدناهُ منْ لمَّ الأمانةَ واشترى |
إذا حلَّ بالأقوامِ همٌ رأيتهُ |
|
|
يمدُّ بكفَّيهِ العطايا مُيسِّرا |
ويأتي إلى دفعِ الهمومِ برحمةٍ |
|
|
وقد عمَّ بالفضلِ المدائنِ والقُرى |
تنامُ عيونُ الشعبِ تحتَ ردائهِ |
|
|
ويبقى بطولِ الليلِ للشعبِ ساهِرا |
فلم تثنهِ الآلامُ عن حبِّ شعبهِ |
|
|
وما حادَ عن بذلِ الجميلِ وقصّرا |
ألا ليتَ شعري هل أفيهِ خصالهُ |
|
|
ومن وجدِ قلبي كلّ شعري تبعثرا |
شكونَا إلى الرحمنِ هولَ مُصابِنَا |
|
|
ففقدكَ عبد اللهِ أعظم ما نرى |
فيا ربّ فلترحمْ مليكًا غدا لنا |
|
|
كما الغيم إذ يعلو السماءَ وأمطرا |
وأسكنهُ في دارٍ يطيبُ مقامها |
|
|
وهيِّئ لنا سلمانَ للخيرِ ناصرا |