وليلةٍ حرّكتْ بالنّفسؚ أشْجانـﹶا****جابتْ بها منْ بحور التّيهؚ شطآنـﹶا
تراقصُ الهمؘّ منْ أجْفانهؚ طربا****ونبْضُ جرْحي بها لا زال يقْظانا
مداها يأْسرني بـُعـْدًا وحرْمانًا*** يـُذيقـؙني منْ طباعؚ الحزْن ألْوانـﹶا
هذي طلائعها تمْضي بلا عددٍ**** كأنـّها نطقتْ بالحرْب إعـْلانا
تتابعتْ حقبـًا تتْرى معاركـُها***** لعلّها نسجتْ للحبّ أكْفانا
والآن أذْكيْتها نارًا لها ضرمٌ**** فأحْرقتْ منْ جنودؚ الوصْلؚ فرسانا
أعْلنْتها غزوةً أحْداثها قرئتْ**** ضاهتْ معالمها عبْسًا وذبْيانا
أنا الجريحُ وهذي لوْعتى اْحتـﹶرقتْ*** وما شكوْتُ بها إنْسًا ولا جانا
ما كلّ دمْعٍ جرى بالخدؚّ منْسكبـًا****قدْ لاﹶمسﹶ الصّدقُ منه اليومﹶ إنْسانا
دمْعي على نا ئبات العيْش تحْسبهُ****خـؚّلاً يقاسمني قهرًا وحرْمانا
حتّى سقى ترْبةؘ الأوْجاعؚ أجْمعـﹶها***فأنْبتتْ في دروب الشعر نيرانا
ثكْلىﹶ النّوائح لا تبْكي كمنْ جـُلبتْ****بمأتمٍ فتباكتْ حيـًّا لها كانا
قد عاتبﹶ الصّبْرﹶ منْ خابـﹶتْ عزائمهُ*** فعابﹶ ما لمْ يكنْ في الأقْدارقدْ آنا
حبيبةُ العمـْربالْهجْران تبعدني****والشعْرُأوْطانُ فكـْرٍ تبْتغي شانا
واليوْمُ للْوصْلؚ تمْضي عانقتْ ندمًا***في النّفْس, يا حسرةً حلّتْ بمسْعانا
إنْ تسألوا حيْدرا هجْرًا لها مثلاً *** أجابكمْ كاظمًا للْغيْظ حسْرانا
هذي بلادي بلا شكٍّ يصاحبهُ*** أنْــفـاسُهــا سكـﹶني ما عشْتُ فرحانا
كيفﹶ السبيل وقد حلّتْ بها فتنٌ***تزداد حنْقـًا على الإسلام خرْصانا