ما دفعني للبحث حول هذا الموضوع هو أن هناك الكثير من الفئات للأسف الشديد تفهم هذا الدين بشكل خاطئ و تحصره في زاوية ما رغم أن هذا الدين شامل ممتد لكل جوانب الحياة المعاصرة .
و اخترت السلفية حيث أن السلفية الحقة ليست كما يفهمها البعض لذلك اسمحوا لي أن أضع بين أيديكم مقتطفات من موضوع سلبيات المفوم القاصر للسلفية من كتاب الرسائل الشمولية ( الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي )
من سلبيات المفهوم القاصر للسلفية :
إن من السلبيات المترتبة على قصر مفهوم السلفية على جانب من جوانب الدين أن الذي يحقق هذا الجانب يعد ممثلا للسلفية و إن كان مهملا للجوانب الأخرى فالذي يحقق المنهج السلفي في قضايا الخلاف في العقيدة يكون سلفيا و إن كان من الفساق الذين يرتكبون الكبائر و هذا مخالف لمنهج السلف رضي الله عنهم الذين كانوا يأخذون الدين كله على أنه وحي من الله جل و علا و يحكمون على الناس من خلال تحقيقهم أمور الدين كلها .
من السلبيات أيضا أن كلمة السلفية حلت عند بعض الطوائف محل الإسلام فأصبح الاعتزاز بها أكثر من الاعتزاز بالإسلام ، ذلك لأنها تعطي مجالا للتميز عن سائر المسلمين و هذا التميز يصادم الأخوة الإسلامية و يضعفها حيث يشعر من يحمل شعار السلفية بأن إخوانه في الدين حقا هم من يشاركونه في ذلك المنهج بينما يشعر من يحمل شعار الإسلام بأن جميع المسلمين إخوة له في الدين .
و يذكر الكاتب (( و أذكر أني تعرفت على شاب من إحدى الدول العربية فقال لي في التعريف بنفسه : أنا من السلفيين و قد قالها بفخر و اعتزاز و لما ذكر أعداء هذه الدعوة لم يذكر إلا طائفة أخرى من دعاة الإسلام النشطين و سماهم الطابور الخامس فأسفت لهذا التفكير الضيق و التعصب الحزبي الممقوت و قد كان الأخ بكلامه ذلك صورة من النشاط الموجه داخل طائفته ، و كان ينبغي أن يكون نشاطه موجها ضد أعداء الإسلام من خارج المجتمع الإسلامي و من داخله من المنتسبين إليه في الظاهر و أن تكون نظرته إلى إخوانه في الدعوة من الجماعات الأخرى نظرة رحمة و محبة و أخوة و أن يكون بيان أخطاء الجماعات الإسلامية موجها إلى قادتها لإصلاحها من الداخل بدلا من التشهير بها و البراءة منها)) .يتبع