|
طالَ انتظاري ، فلا طيفٌ ، ولا خبرُ |
ولا سبيلٌ إلى رؤياكِ يُبتَكرُ |
ولا رسولٌ يواسي فيضَ باصرتي |
يجبُّ عنّا همومًا ليس تنحصرُ |
وفاءُ : يا فلذة الأعماقِ ، يا عبَقًا |
متى يُهفهفُ يفنى الحزنُ والعَبَرُ |
رفقًا بقلبِ أبيكِ اليومَ ، أتعبهُ |
طول البعاد ، وآه الصبر ، والحذرُ |
ناشدتك اللهَ هل للوصل بارقة |
فلست أدري متى يغتالنا العمُرُ ؟ |
أرنو السَّماء ومَن وافى رفارفها |
عسى تمُنُّ ، فيأتي دارَكِ القمرُ |
مبلِّغًا عن معاني الشوق ، ما برحت |
تعنو إليك ، تناجي شعرَها الدُّرَرُ |
وفاءُ : جار النَّوى ، والليل موحشةٌ |
أنحاؤهُ ، وابتلانا النَّوح والكدرُ |
بُنَيّتي – وافتقار المرء مرحمةٌ – |
أتسمعين نشيج الصَّدر يستعرُ ؟ |
فيَمِّمي شطرَ أحلامي التي نزفتْ |
من فرط ما تفتري الأبواقُ والهذرُ ! |
وسائلي عن بنات الفكر هل نضبت |
شؤونها ، فشجوني ملؤها الفِكَرُ |
عليك يا بهجتي حلوَ السَّلامِ وما |
أهدى الشُّعور ، وما قد تبعث الصُّوَرُ |
عسى يحين اللقا من بعد فرقتنا |
وَيأذن الله ، يصفو ماؤها الغدُرُ |
وتستعيد أماسي الودِّ رونقها |
حيث الظلال التي تبكي وتفتخرُ |
ولا أرى الغول باسم الدين يغدر بي |
من ضفّتيه ، وينسى الأعيُنَ السَّهرُ |
بنتَ الأديبِ : خذي همسي وقافيتي |
وردّديها لكي لا يعتبَ السَّحَرُ |
قولي لعترتنا هذا أبي وذهِ |
أغلى غواليه نماها اليُمنُ والظَّفَرُ |