شموع الخضر
خرجتْ
تتلفتُ في خوفٍ
وتشكُّ بمن راحَ وجاءْ
وخطتْ تتلمسُ خطوتها
وكأن عيوناً تتبعها
كانت في كل الأنحاءْ
...
النهرُ قريبٌ وبعيدٌ
أبعدُ من كلّ الأرجاءْ
صكّتْ يدها
تتحسسُ سراً شمعتها
والشمسُ تحاولُ أن تغفو
خلفَ الآفاق الحمراءْ
آهٍ لو تعرفَ أشواقي
يا من أحببتكُ ملْ القلب وملْ رمالات الصحراءْ
ونقشتُ حروف الأسمِ على شفتي من بين ملايين الأسماءْ
فتعالَ .. تعالَ لتخطفني
مثلَ الفرسان الأصلاءْ
إني تائهة .. حائرةٌ .. ما بين رجاءٍ ورجاءْ
...
وأخيراً دجلة يبتسمُ
بعيون فتاةٍ حسناءْ
لكن الخوفَ يراودها
فتفكرُ والوقتُ مساءْ
فرأت أن تمضي بهدوءٍ
فالأمرُ سواء بسواءْ
...
النهرُ يداعبُ قدميها
فتمدُّ إلى الماءِ يديها
طاف اللوحُ
فتصيرُ شؤاعاً شمعتها
رفعتْ يدها
تضرع لله برغبتها
لكن يداً غادرةً تمتدُّ إليها
أخذت تتخبط في الماءْ
ودماءٌ في إثرِ دماءْ
فتحتْ عينيها في وهنٍ
والماءُ يكادُ يغطيها
فرأتْ شبحاً
لمحتْ فيهِ وجهَ أخيها
يغسلُ سكيناً في الماْءْ
النور بشمعتها يذوي
والروحُ تعودُ لباريها
...........
* النص عن قصتس القصيره بنفس العنوان
* شموع الخضر : عادة قديمة لأهل بغداد خاصة والعراق عامة ولا تزال
بقاياها قائمة لحد الآن ، حيث توقد الشموع على لوحة
خشبيه وتترك فوق مياه دجله ثم تتلى الادعيه المختلفه