كثيرا مايروى عن الخلفاء أنهم أصحاب مجالس يخيّم عليها المجون والفسق والجواري والخمر ، على أنه هناك من القصص ما ينفي عنهم ذلك ومن هذه القصص مارواه الناس في كتبهم ومن هذه الروايات ماجاء في كتاب الأغاني نفسه ! وغيره من كتب الأدب التراثية عن الأخطل وهو في مجلس عبد الملك بن مروان فنلحظ من خلالها التقوى التي كان عليها هذا الخليفة عبد الملك بن مروان، تقول القصة :

إن الأخطل دخل على عبد الملك فاستنشده فقال : قد يبس حلقي, فمر من يسقيني فقال: اسقوه ماء , فقال : شراب الحمار , وهو عندنا كثير , قال فاسقوه لبناً , فقال : عن اللبن فطمت . قال : فاسقوه عسلاً. قال : شراب المريض .قال : فتريد ماذا؟. قال : خمراً يا أمير المؤمنين قال : أوعهدتني أسقي الخمر ؟لا أمّ لك لولا حرمتك بنا لفعلت بك وفعلت ثم ذهب الأخطل فشرب الخمر وعاد وقال:

خف القطين فراحوا اليوم أو بكروا.... وأزعجتهم نوىً في صرفها غير

وفي خبر آخر أنه لما انتهى الأخطل في قصيدته هذه إلى قوله:

وقد نصرت أمير المؤمنين بنا.... لما أتاك ببطن الغوطة الخبر

قال عبد الملك : بل الله أيّدني.