من وحي صورة (همساتُ شجرةٍ هرمة)
عندما كانتْ ديمةٌ تتنقَّلُ وحيدةً، وفي عينَيْها انبهارٌ بمقلةٍ واسعةٍ زرقاء ... جلستْ هناكَ فتنةُ زهرٍ متحفِّزٍ متَّكئٍ على جَرَيانِ سلسبيلِ العشق .. تسدِّدُ إغراءَها لظهورٍ مُصيب ....
النهرُ سدَّدَ جريانهُ نحوَ روضٍ ، جاوزَني عشبُهُ منذ فصول .. وأعلنَ هناكَ جميعَ ولاءِ مجراه ...
ويحي .. ليتَ للأنهارِ خاصيَّةَ الحنين .. لربَّما كانَ عرَّجَ يومًا وصافحَ شقوقَ شفاهي برشفةٍ مما يجرُّهُ أمامَهُ من فائضِ المسيل !
وحدي أنا من كنتُ على الضفَّةِ الأخرى، تحتفظُ جذوري بخصلةٍ من بقاءٍ ، وأغصاني بأوشحةٍ من رذاذ ...
أشهدُ على لهفةِ نجيلٍ أصفر باهتٍ برفقةِ تلٍّ عارٍ عن الخضرةِ منذ عصور ، ونسمةٍ غربيةٍ عابرةٍ، تبوحُ بأسرارِ دفئِها في حضرَةِ التَّوقِ إلى ربيع، وتفُضُّ عن المكانِ والزمانِ غُثاءَ الخَريف .....
ليتَ لمائلِ غُصني ريشةً ليرسمَ بانتظارِ الفرحِ لوحةً .. يخلعُ فيها عن الغيمِ بردتَهُ، ويوجِّهَ نوايا الزَّهرِ من أعوادِها إلى حيثُ ......
ينتظمُ .. من جديدٍ .......... حَفلُ الحياة !!!!