|
فِدًا لِعُمْركِ مَن جاؤوا وَمَنْ ذَهَبوا |
فِدًا لعينيكِ عُمْرٌ منكِ يُكتَتَبُ |
يا صَفْوَ بالِ الحيارى حيثما نُسبوا |
بكِ ازدهارُ الأماني والهَوى العَذِبُ |
يا تُرْجمانَ المعاني عِزَّ أفئدةٍ |
متى أتتْكِ تزاهتْ حولها الهُدُبُ |
يا حُسْنَ مأثرةٍ ، يا رَوْحَ أروقةٍ |
يا طيبَ مُلهمةٍ تشدو لها الحِقَبُ |
في ذكركِ الفكرُ يا ما بات منتشيًا |
وَصَفَّقَ الشِّعْرُ ، بَسَّامٌ له الأدبُ |
وهزَّ جذعَ الثريّا هائمًا دنِفًا |
فكانَ بَدْءُ الحَيا ، واسَّاقطَ الرُّطَبُ |
نهضتُ ألتمسُ الإبداعَ منهمرًا |
وهلْ بغيركِ تحكي الومضَةَ الشُّهُبُ ؟؟ |
يا أمَّ أهلِ النُّهى ، يا أختَ مَن عشقوا |
فأنتِ أنتِ - وَمَهْما زَوَّقوا - ذَّهبُ |
أسَّسْتُ باسمكِ للأعماقِ حَرْفنةً |
يشْتَمُّهُا وتَدٌ ، يمتاحُهُا سَببُ |
وعانقَ المنطقُ الرَّاقي نَميرَ يدٍ |
عطاؤها كالغوالي حين تنسكبُ |
اللهَ اللهَ يا أنسي ومعرفتي |
لولاكِ آدم لم يسكنْ له عَتبُ |
لولاك ما غمَرت أجيالنا منحٌ |
ولا تراقصت الأنجام والحجُبُ |
تاقتْ إليكِ ورود الكون واقتبست |
من ناظريك الهنا ، واستعذب النَّسَبُ |
كوني لبهجتنا ، كوني لغربتنا |
كوني لنهضتنا ، ما جارت النُّوَبُ |
كوني الحضارةَ باسم الشرق هاتفةً |
فدونما الشَّرقِ زيفٌ ما له حسبُ |
وأنكري " الرُّوجَ " إحسانًا ومنبهةً |
دمُ الشهيد هو الأولى ، هو الأرَبُ |
تخضَّبي بشذاه العمر صابرةً |
واستلهمي إرثَ مَن تعنو له السُّحُبُ |
حتى وإنْ شفَّ بَوْحَ الملتقى سَفَرٌ |
أو شبَّ حولكِ من وَعثائهِ لهبُ |
مِدادُكِ العِفَّةُ البيضا يُزيّنُها |
طيبُ الفؤادِ وما أهدت لهُ الرُّتبُ |
أسفارُ مجدكِ ملء الأفق زاهرةٌ |
حُسْنُ المُقامِ يناجيها : هنا العربُ |
هنا النجائبُ باسم النُّبْل ناطقةٌ |
هنا الشرائفُ من أخلاقها نثبُ |
هنا أميمة ، والخنساء ، فاطمةٌ |
ومَن بلثم علاها هزَّني الطَّربُ |
يبقى اليراع بأمرٍ منك تغبطه |
أحلى اليواقيت ، فيه التِّبْر والأرَبُ |
حتى لَتنهضَ في ذكراك رؤية مَن |
نَحَوْا إلى دَوْحِك الغنَّاء ، ما اغتربوا |
تقبَّلي أحرفًا جاءت مذهَّبةً |
ترجو معانيك ، من عينيكِ تقتربُ |