زاد همي
زادَ همِّي و ملَّ قلْبي بَقاءً............في حياةٍ تضمُّ عبْءَ القيود
لمْ أجدْ في الغرام إلا جروحًا .........و شُجونا تُبيدُ كلَّ الهُجود
إنَّ طبْعَ الظباءِ لا يَعْرفُ اللينَ...و يَهْوى الجُنوحَ نحْو الصدود
في الهوى قدْ رَأيتُ كمْ منْ جَريحٍ....و شهيدٍ على الثرى ممدود
شرُّ ما في الوجود عيْشٌ بلا معنى.......و قلبٌ كقطْعة الجلمود
أكثرُ الناس أصبحوا يستلذُّون..........طريقَ الخصام و التنكيد
عيْشُهمْ ليسَ فيه أيُّ سُكونٍ..........عيشُهمْ ليس فيه أيُّ جديد
قلَّ في الأرض فاعلوالخير أمَّا.......الفكرُ أضْحَى مُقيَّدًا بالقُيود
ليتَ شعْري أين الرقادُ و هذا........الليلُ بحْرٌ أمْواجُه منْ حَديد
قد لبسْتُ الهُمومَ وقتًا طَويلاً..........فغدتْ للضُّلوع شرَّ البرود
أنْجمي في النُّحوس دومًا أراها.. بينما أنْجمُ الورى في السُّعود
ضاع أمسي ولمْ أُحقِّقْ مُرادي.......كَيْ تَروحَ الخَيْباتُ جدَّ بعيد
فإذا لمْ أصلْ إلى قِمَّة العلْياء.........و المجْد أينَ راحتْ جُهودي
إنَّني لنْ أرْضى منَ الدَّهر عيْشًا...دامعَ الطرْف مثلَ عيْش العبيد
لا أُحبُّ الطعامَ إنْ لمْ يكنْ فيه..........مَذاقُ التَّرْحيب و التمْجيد
إنَّني لنْ أبيدَ ما في فؤادي...........من حنينٍ إلى الربيع المجيد
قدْ رأيتُ الإنسانَ لا يرْكبُ المجدَ........إذا لمْ يكنْ كثيرَ الصُمود
عصْرُنا لم تعدْ له رغْبةٌ في.............عالمٍ تاجُهُ مروجُ الورودِ
صار فيه الضعيفُ منْ كثرة الأحْ.....زانِ و الضرِّ كارهًا للوُجود
عصْرنا حلَّ فيه كم منْ بلاءٍ..........إنَّ تلك الحروبِ خيرُ شهود
فالوغى فيه قَدْ أعادتْ شبَابًا......و تخلَّتْ عنْ ضُعفِها و الجُمود
عصْرُنا صار فيه سيْلُ الرزايا...........مُهْلكًا للسُّرور و التَّغْريد
ضيَّعَ الحقُّ فيه حرَّاسَه و ........الظلمُ قدْ صار فيه بيْتَ القصيد
من قصائدي السابقة .