حدثني أحد الأصدقاء عن شاب تطارده الرياح أينما حل فلم أصدقه حتى التقيناه ذات صدفة على غير موعد في مقهى الحي فتبادلنا التحية ثم جلسنا حول طاولة بالساحة الخارجية للمقهى الذي كان يعجُّ بالشباب.... بدأنا نترشف الشاي و نتحدث حول كرة القدم و مشاركات بعض الفرق العربية في كأس العالم ليأخذ منا هذا الشاب دوره في الكلام و يبدأ يحدثنا فقال : كنت ألعب مع إحدى الفرق الأوروبية المعروفة و قد كنت من أمهر الهدافين بها و أذكر أني سجلت ذات مرة خمسة أهداف في مقابلة واحدة و كانت كل أهدافي بضربات رأسية و من منتصف الميدان ثم أضاف قائلا : قذفت الكرة ذات مرة قذفة لولبية فأسقطت حارس المرمى ثم مزقت الشباك و إصطدمت بجدار الملعب لتسقط جزءا منه ....ثم أضاف قائلا : تصوروا أني أنفذ ضربة الزاوية ثم ألتحق بالكرة لأسكنها الشباك ....تصوروا أني لعبت ذات مرة وحيدا ضد فريق متكون من عشرة لاعبين فراوغتهم جميعا الواحد تلوى الآخر حتى انفردت بالحارس لأسقطته أرضا بلقطة فنية رائعة ثم أضع الكرة في الشباك وسط أهازيج الجماهير ......هنا نظرت إليه مليا و قلت له : عفوا هل أنت الكابتن ماجد الذي يلعب مع فريق المجد في الصور المتحركة التي يشاهده أطفالنا...؟ فلم يهتم بسؤالي و مضى يقول : ذات مرة قذفت الكرة إلى أعلى و بقينا نراقبها حتى اختفت في السماء لتعود إلينا بعد ساعتين وهي متفحّمة جراء اصطدامها بمحطة الفضاء الروسية (مير )... و بينما هو مستمر في سرد خصاله هبت علينا فجأة عاصفة رياحية قوية... كانت تدور حول طاولتنا نحن فقط دون الطاولات الأخرى لتقلب كؤوسنا و النرجيلة و يطير المعسل و تجعلنا نفرّ هاربين لا نلوي على شيء وسط دهشة الحضور عندها تيقنت أن العواصف لا تقصد إلاّ أماكن الكذب من العيار الثقيل