|
حَدِيثُكِ فِي المَسَاءِ عِلَاجُ رُوحِي |
وَبَسْمَلَةُ السَّمَاءِ عَلَى جُرُوحِي |
وَهَمْسَتُكِ النَّدِيمُ لَلَيْلِ وَجْدِي |
وَبَسْمَتُكِ النَّسِيمُ عَلَى سُفُوحِي |
فَسُبْحَانَ الَّذِي أَجْرَاكِ نَهْرًا |
يُعَمِّدُ رَجْفَةَ الْقَلْبِ الْجَرِيحِ |
أَتَيْتِ العُمْرَ غَيْثًا ذَاتَ جَدْبٍ |
فَجُدْتِ عَلَيْهِ فِي زَمَنٍ شَحِيحِ |
فَكُنْتِ إِذَا مَرَدْتُ عَلَى فُؤَادِي |
سِرَاجَ الرِّفْقِ فِي النَّزَقِ المُشِيحِ |
وَكُنْتِ إِذَا ذَبَحْتُ وَتِينَ صَبْرِي |
ضِمَادَ البُرْءِ لِلْأَمَلِ الذَّبِيحِ |
وَإِنِّي كُلَّمَا أَكْمَهْتُ عَزْمِي |
ذَرَأْتِ النُّورَ فِي مُقَلِ الطُّمُوحِ |
أَعَدْتِ لِيَ الحَيَاةَ بِدِفْءِ قَلْبٍ |
فَهَلْ أُوتِيتِ مُعْجِزَةَ المَسِيحِ |
بِرَبِّكِ كَيْفَ يَنْطِقُ مِنْكِ صَمْتِي |
وَيَعْبَقَ فِيكِ مَهْمَا جَفَّ شِيحِي |
وَكَيْفَ مَتَى أَرَاكِ أَزِيدُ شَوْقًا |
وَأَظْمَأُ كُلَّمَا رَوَّيْتِ رُوحِي |
أَنَا المَلِكُ السَّعِيدُ أَقَمْتُ عَرْشِي |
عَلَى رَهَفٍ مِن المَلَكِ الصَّبُوحِ |
أُزَرْكِشُ شُرْفَةَ الجَوزَاءِ فَخْرًا |
وَأَنْقُشُ طُهْرَ طَيْفِكِ فِي صُرُوحِي |
وَأَسْعَى بِالْمَكَارِمِ فِي زَمَانٍ |
أَذَلَّ التِّبْرَ مِنْ صَلَفِ الصَّفِيحِ |
أُبَادِرُ بِالرَّشَادِ عَلَى وِدَادٍ |
فَيَصْرِفُنِي الفَسَادُ عَلَى فَحِيحِ |
نَهَارِي لَيْسَ يُخْدَعُ مِنْ مَلِيحٍ |
وَلَيْلِي لَيْسَ يَجْزَعُ مِنْ قَبِيحِ |
وَمَهْمَا هَاجَتِ الْأَنْوَاءُ نَخْلِي |
فَلَا يَهْوِي وَلَا تَحْتَدُّ سُوحِي |
وَلَيْسَ لِطَائِرٍ إِلَّا التَّأَنِّي |
إِذَا دَرَجَ الْجَنَاحُ عَلَى الْجُنُوحِ |
وَإِنِّي مَا فَتِئْتُ أَشُدُّ سَرْجَي |
أَحُثُّ غَدِي عَلَى فَرَسٍ جَمُوحِ |
أَدُسُّ يَدَ الْحَنِينِ بِجَيْبِ أَمْسِي |
فَأَلْمِسُ بِالأَنِينِ أَسَى نُزُوحِي |
وَأَنْتِ عَلَى الْمَعِيَّةِ فِي عُيُونِي |
أَرَى بِكَ رِحْلَةَ الْعُمُرِ المُرِيحِ |
فَفِيمَ أَرَى ابْتِسَامَكِ فِي وُجُومٍ |
يُتَرْجِمُ عُجْمَةَ الْأَلَمِ الفَصِيحِ |
وَفِيمَ وَلِلْهَوَى العُذْرِيِّ مَتْنٌ |
يُقَاسُ الصَّرْفُ عِنْدَكِ بِالشُّرُوحِ |
وَأَنْتِ أَنَا فَلَولا مُسْتَقَرٌّ |
عَلَى الخُطُوَاتِ فِي الدَّرْبِ الصَّحِيحِ |
أَلَيس عَلَى رُؤَى عَيْنَيْكِ أَغْفُو |
وَمِنْ شَفَتَيْكِ بَسْمِي أَوْ كُلُوحِي |
وَفِي عَطْفَيكِ أَنْسَى كُلَّ هَمٍّ |
وَأَحْضُنُ بَهْجَةَ الكَوْنِ الفَسِيحِ |
أُحِبُّكِ بِابْتِهَالِ القَلْبِ صَمْتًا |
فَلَيْسَ الحُبُّ بِالغَزَلِ الصَّرِيحِ |
وَلَيْسَ سِوَاكِ فِي أَعْمَاقِ ذَاتِي |
يُجَلِّي الوَحْيَ فِي آفَاقِ لُوحِي |
وَلَمْ أَرَ فِي الْوَرَى إِلَّاكِ أُنْثَى |
كَأَنَّكِ مَنْ نَجَا مِنْ بَعْدِ نُوحِ |
وَمَا يَدْنُو الْوِدَادُ لِمُسْتَبِدٍّ |
وَلَا يَرْنُو الْفُؤَادُ لِمُسْتَبِيحِ |
أَرَائِكُ مُهْجَتِي فُرِشَتْ حَرِيرًا |
وَمِنْ دُرَرِ النَّدَى شَيَّدْتُ رُوحِي |
وَقَدْ اعْتَدْتُ مُتَّكَأً عَلِّيًا |
يَلِيقُ بِرِفْعَةِ الرَّشَأِ المَلِيحِ |
فَعُودِي بِالرِّضَا يَا بِنْتَ قَلْبِي |
وَأَحْيِي خُطْوَةَ الْحُلُمِ الكَسِيحِ |
أَلِحِّي بِالْغِرَامِ عَلَى شَغَافِي |
فَلَيْسَ أَلَذَّ مِنْ شَغَفٍ لَحُوحِ |
وَمُدِّي الكَفَّ إِنَّ الطَّرْفَ يُدْمِي |
عَلَى لَهَفٍ وَإِنَّ الطَّيْفَ يُوحِي |
فَرِيدَ الدَّهْرِ هَلْ فِي الدَّهْرِ نَجْعٌ |
مِنْ النَّفَحَاتِ لِلْقَلْبِ النَّجِيحِ |
حَدَائِقُ بِي لَهَا ظَمَأٌ شَدِيدٌ |
وَفِيكِ مَوَارِدُ المَاءِ القِرِيحِ |
وَقَدْ تَعِبَ السُّهَادُ مِن انْتِظَارِي |
فَبُثِّي الشَّوْقَ مِنْ فَمِكِ النَّضِيحِ |
تَعَالَي نَحْتَسِي دَعَةَ اللَّيَالِي |
وَنَسْقِي الوَصْلَ بِالخُلُقِ السَّجِيحِ |
بَذَلْتُ الصَّدْرَ فَاتَّخِذِيهِ قَصْرًا |
وَفِي أَفْيَاءِ رَوْضَتِهِ اسْتَرِيحِي |
لَكِ الفَلَقُ الَّذِي يَسْرِي افْتِتَانًا |
وَلِي القَلَقُ الَّذِي يَجْتَاحُ رُوحِي |
تَهُبُّ لَهُ القُلُوبُ مُسَكَّرَاتٍ |
وَتَلْهَثُ خَلَفَهُ لُغَةُ المَدِيحِ |
تَعَالَي فَالمَوَاسِمُ ذَابِلَاتٍ |
تُنَاجِي غَيْثَ جَوْهَرِكِ السَّمِيحِ |
تَعَالَي قَبْلَ أَنْ نَئِدَ الثُّرَيَّا |
وَنَرْوِي بِالدُّمُوعِ ثَرَى الضَّرِيحِ |