حـــــــــــائر
على حالَتَـيَّ القلبُ شاكٍ وشاكِرُ ** وفي مقلَتَـيَّ الدرْبُ صافٍ وعاكِرُ
فطوْرًا أرى في الروض آمال زهرهِ** وطوْرًا أرى الآلام والشوكُ غادِرُ
وما بين آمالي وضيقي كأنَّنِي **أسير بدرْبٍٍ فيه تاه المسافِرُ
وباتَ يراعي لا يوافيه خاطرُ**كمثل شراعٍ حيَّرَتْهُ المخاطِرُ
وبين الرَّجَا واليأس راحَتْ يراعَتِي ** تَخُطُّ وتمحو ما رأتْهُ المشاعِرُ
فكمْ عجُزٍ أرجوه قد فرَّ هاربا ** وكم صدرِ بيتٍ راح والبيت نافرُ!
تبقىَّ قليلٌ من مدادٍ ولم يزلْ ** يراعي يُرَجِّي ما حوَتْهُ الْمحابرُ
تصبَّرْتُ حتى لاح للُّبِّ بارقٌ ** فأدركت أنِّي بين ذا الهول صابرُ
تبدَّى لعينِي بعدما غيَّب الدُّجى** سناهُ كما تخفي الضياءَ الستائرُ
فأدرَكْتُ طرفَ الخيط علِّي أشدُّهُ **إلـيَّ وقلبي في دجى الَّليل ثائرُ
ومن بارقٍ وافى فتًى حار لبُّهُ** نسجتُ ولم تقطعْ نسيجي الدياجرُ
ولا تُدرَكُ الآمال والمرءُ يائسٌ** ولكنْ إذا ما قام فيها يثابِرُ
وما نال يأسٌ غيرَ ما الْمرءُ فاتَهُ** فإنْ يقهراليأسُ الفتى فهْو خاسرُ