شتان بين طائرين
نفثة مصدور
رحم الله شيخنا الجارم فهو الملهم لها
أنين طائر
ـــــــــــــــ
طائرٌ يبكي على وطنِ
دمعُه قد بان للعَلَنِ
هيَّج المحزونُ مُنكتِمًا
من كُلومٍ أرَّقَتْ بدني
مرَّرَ الأفكارَ في خَلَدي
صورًا للناسِ تزعجني
***
طائرٌ قد ناح من ألمٍ
بعد تغريدٍ على الفنَنِ
ريشُه قد قُصَّ ليس له
سفرٌ للشامِ واليمنِ
شامُه المعهودُ فرحتُها
مضربُ الأمثالِ في الحَزَنِ
***
كلُّ شيءٍ قد تهدَّم في
رَبْعِها المعمورِ بالمحَنِ
في رُباها الزَّهرُ قد قُصفَتْ
أرضُه فانضاع بالنَّتَنِ
لونُه من بعد نضرتِه
يشتكي ما فيه من دَرَنِ
غصْنُه الميَّاسُ قد كُسرَتْ
ساقُه يا ضيعةَ الغُصُنِ
ماءُ شامٍ بعد لذَّتِهِ
لا يَطيبُ اليومَ من أَسَنِ
وسماءٌ بدرُها أَلِقٌ
لُبِّدَتْ بالنارِ والدَّخَنِ
ويكِ أرضَ الشامِ فاصْطَبري
موطنَ الأحرارِ لا تهني
***
كم قَتيلٍ تحت تُربَتِها
وجَريحٍ باتَ في شَجَنِ
مُستباحٌ عرضُ نسوتِها
مَنْ لعرضٍ ضاع لم يُصَنِ
مَنْ لقومٍ زالَ مسكنُهمْ
فغدوا خلوًا بلا سَكَنِ
هرَبوا مِنْ هَوْلِ ما وجدوا
نحو بحرٍ ضاق بالسُّفُنِ
سائِلُوا الأمواجَ كم دَفنَتْ
جُثَثًا فيه بلا كَفَنِ
لا أرى يا بحرُ فاجعةً
مثلَ إنسانٍ بلا ثَمَنِ
مشهدُ الأشلاءِ في نَظَري
وطنينُ الموتِ في أُذُنِي
صورٌ مِنْ رَوْعِ منظَرِها
أخرسَتْ مَنْ كان ذا لَسَنِ
***
طائرٌ قد طارَ في عَجَلٍ
عابسٌ في الحِلِّ والظَّعَنِ
يرتجي إلفًا لوحدتهِ
يبتغي أرضًا بلا فِتَنِ
قلتُ أين العزمُ قال إلى
جنةِ الرحمنِ في عَدَنِ
***
هُدْهُدٌ قد عادَ مُنكسِرًا
لُزَّ والأتراحُ في قَرَنِ
قد حكى من بعد أوْبَتِهِ
واقعًا مرًّا فأتعبَنِي
يَمَنُ الإيمانِ قد مُلِئَتْ
بالأسى والضيمِ والإِحَنِ
أرضُ بلقيسَ التي عُرِفَتْ
بشديدِ البأسِ -في وَهَنِ
خنجرُ الأقيالِ مُنْثَلِمٌ
ما ونى مِن عهدِ ذي يزنِ
آه يا صنعاءُ يا بلدًا
مُيِّزَتْ بالطابَعِ الحَسَنِ
دمَّرَتْها الحربُ فاحتَرَقتْ
فَرَثَتْها سائرُ المدنِ
فانزوى التاريخُ مُنْتَحِبًا
حَسْرةٌ تَبْقَى مدى الزَّمَنِ
عبرةٌ من عينِهِ نزلَتْ
كنزولِ العارضِ الهَتِنِ
***
طائرٌ قد ثارَ في غضبٍ
ضجَّ من ظُلمٍ ومِن غَبَنِ
سائلًا عن نصرِ أمتِهِ
باحثًا عن عاقلٍ فَطِنِ
فأتاهُ الصوتُ في خجلٍ
إنَّ نَصْرَ اللهِ لم يَحِنِ
إنَّ نَصْرَ اللهِ مُرتَبِطٌ
باتباعِ الشَّرعِ والسُّنَنِ
وجهادٍ عزَّ طالِبُه
ودعاءِ اللهِ ذي المننِ
13/9/2015
9:30 م