مُري صَداكِ يُداوي قيْحَ حَشْرجتي = عسى الأمانــــي تُهادي أيكتــي جِسْرا
عسى الشَّواطِىءُ تنعى قيظَ أوْردتي = ولا تَـؤوبُ عيونُ الملتقــى حسْـــــــرى
أترعتُ منكِ دُخانًا ، وانحنى حَدَسي = لأنّـه مُـنْــذ ألفٍ بايـعَ القَهْــرا
المفرداتُ عصيّاتٌ مصادرُها = والحالمونَ علــى إسْقاطـــها أسْرى
والطيّباتُ نسى الوجدانُ حائطَها = بحالها قلقــي – يا موطنـــي – أدرى
فلو ترَقْرَقَ بؤسٌ شفّ ساريتي = سفائنـــي عنـدهُ طولَ المدى حَيْرى
هي الحياةُ هزيلٌ بَوْح منطقِها = تغفو فتســلبــَـــنا الأحـلامَ والشِّعْرا
ترجرجُ الزيفَ من أضغاث بُهرجها = وَعَلَّــهُ يمتطـــي إيهامُها الشِّـــعْرى
هو الفراتُ حزينٌ نخْلُ أذرعهِ = في ضفّتيـــهِ جراحاتُ المَها تـتـرى
فارجعْ إلى برزخي يا عيد منتظرًا = ركائبَ الجاهِ ، واسْتوْصِ السَّما خيرا !
ولا تلُمْ عاشقًا تستافُ لوعتُهُ = من كلِّ بِئرٍ سَـــــــــــــرابًــا في الدُّجـــى يُشرى
عذرًا لمن هنّئوني لستُ مُدّكرًا = رسائِـــــلاً ، كي أُمَنّـــــي شوقَهــــم سطْرا
فإنّهم خيرُ مَن صانوا شواردَنا = وخيــرُ مَن قَـدَروا للمبتلــــى عُـذرا
ما كنت أعلمُ – والرَّمْضا لها غُصَصٌ – = بأنّنـــــي بالغٌ فــي ظِـــــلِّــهــــا الفِطْـرا
إليك عنّي أخا الأعياد ، تعرفني = أنا الشَّجــــيُّ ، وذي فلّوجَــــتـــــي المَسْرى
أنأى وتسْحَرُني ، أدنو وتحْمِلُني = ملءَ الحنايـــا شعـــورًا يَسْحـــرُ الذكرى
ناجيتُها فتزاهى شوطُ قافيتي = وراح مِن حِكمــةٍ يسْــــتـنطـقُ السِّــــــحْرا
إيهٍ حبيبةَ أسفاري ستذكرنا = طيوبُ ريّـــاكِ يومًا ، فاحملي البُشرى
وعانقي حينَ يحنو الصَّبرُ عافيتي = قد كِدتُ أفنــــى متى أهْـدَيْـــتِـــنـــي عِطرا
وحينها تنشر الآفاقُ قِصَّـــــــتَــــــنــــ ـا = والعيدُ ينسُــــجُ مِن أوراقِـنـــا عُـمْـرا [/gasida]