عجبْتُ
عَجبْتُ لمنْ غدا يرْضى حَياةً.......علا فيها النَّحيبُ على النشيد
يُحبُّ الحرَّ أَنْ يحْيَا طليقًا.............و أمَّا العبدُ في كَنف القيود
عَرفْتُ الدَّهرَ ضرَّارًا وَ يَهْوى..........مُخالفةَ الأمَاني و الوُعود
أُحِبُّ الليلَ حينَ يمرُّ نوْمًا............و أَكْرهُه مُرورًا في السهود
و أرْفضُ في الحَياة تَنازلاً قدْ........يُكَلِّفُني الخُضوعَ إلى الحَقود
وأعْرفُ أنَّ بعْدَ العسْر يسْرًا.......كمَا عُرفَ النُّزولُ منَ الصعود
إذا لمْ ألقَ منْ شخْصٍ إخاءً.........فلنْ يَلْقى حُضوري منْ جَديد
و مَا عابَ العدُوُّ عليَّ يَوْمًا .............بأنِّي دسْتُ أَحْلامَ الوُرود
فَليْتَ الدَّهرَ يدْني أقْرِبائي..............وَ يُوقفُ صَوْلةَ الهمِّ العتيدِ
إذا الظلماءُ لمْ تفْهمْ كلامي.............سيشْرحُه لها نورُ الوجود
و ليسَ يدومُ في الأيَّام شيْءٌ............إذا ما لمْ يكنْ مثلَ الحديد
فلا عجَبٌ إذا لمْ ألقَ دعْمًا.............فهذا الدَّهرُ أضْحى كالنجود
فَإنِّي لنْ أفرِّطَ في ركَابي..........و يكْفيني الحفاظُ على صُمودي
ففي الدنيا لدَار المَجْدِ بابٌ...............سَأدْخلُه على وَقْع النشيد
جبالُ الأرْض لا تَنْهارُ ضعْفًا..............أمامَ قساوة الدَّهْر العنيد
و لولا الصَّبرُ لمْ يقْدرْ أناسٌ .........على تذْويبِ أشْواط الصعود
فإنَّ النصْرَ يأتي بَعْد جُهدٍ.............و لا يأْسٌ مع النَّفَس الجديد
و لوْلا الصُّبْحُ ما غَنَّتْ طيورٌ........و مَا لَمعَ الجمالُ منَ الورود
و مَنْ لمْ يَهْو في الدُّنْيا التحَدِّي......يَعشْ في قبْضة القاعِ الوهيد
و لوْ كانَ القُعودُ يَجرُّ مَجْدًا ...........لكانَ المجْدُ في كنفِ القعود
لَعُمْركَ ما الفؤادُ بلا طُمُوحٍ..........سوى عبْءٍ على هَذا الوُجود
فَتَى الأيَّام منْ يَبْقى مُصِرًّا..............عَلى نيْلِ المَطالب بالجُهود