|
شقراءُ مثلَ البدرِ في ليلِ الدُّجى |
قدْ أيقظتْ روحي وأحيتْ لي الرَّجا |
كانَ الفؤادُ بِلا بهاءٍ ثوبُهُ |
ما انفكَّ يبدو كالَّلياليْ مُدلَجا |
فأتيتِ كالفجر الجميلِ رحيمةً |
تُضفي عليهِ شُعاعَ وجْهِكِ أبلَجا |
خَجِلَ الحياءُ وقدْ رآكِ مرَّةً |
ومشى إليكِ خيالهُ مُتعرجا |
نورٌ على نورٍ كمشكاةٍ بدتْ |
تغْشى إذا ما الَّليلُ أغطشَ أوْ سَجى |
ولسانُ حالِ النَّجمِ في دورانهِ |
يرنو إليكِ وقَدْ تذللَّ والتجا |
لا تَخجلي ممَّن أتاكِ مُعانقاً |
بلْ عانقيهِ إذا استطعتِ توهُجَا |
أدمنتُ هذا الدورَ كوني روحَهُ |
وإذا أردتِ لهُ فكوِّني المَخَرجا |
هو لا يزالُ يسيرُ في دورانهِ |
كوني لهُ في كلِّ سِلكٍ منْهَجا |
ما كنتُ أوَّلَ عاشقٍ في كونِكمْ |
أو كنتُ آخرَ مَنْ إليكمْ قدْ لَجا |
إنَّ المشاعرَ يا مُعذبتي طغتْ |
ولقدْ كرهتُ بأنْ أعيشَ على الرَّجا |
فتَرفقي بيْ واسكُبي هذا السَّنا |
واستمطري بالحبِ عِطراً مُثلجا |
وتَرقرقي كالماءِ لا تتوقفي |
وتغنَّجي فَلَكمْ عشقتُ تغنُّجا |
لا تحبسي السِّربَ المضيءَ وقدْ بدا |
مِنْ عينِِ داعجةٍ ضياءً أدْعَجا |
وتقمصيني كَيفما شاءَ الهوى |
كونيْ علَى صَدريْ فَراشاً مُزعِجَا |