بسم الله الرحمن الرحيم
وَصَبٌ كدِفْلَى
د. ضياء الدين الجماس
العَرَضُ السريريّ الواسم
وَصَبٌ كدِفْلى بالجمالِ تُنَوّرُ = ومذاقها مُرٌّ ولا يُتَصَوَّرُ
و"السُّكريُّ" جَمالُهُ بحروفِه = وبـِمُرِّه صَفْوُ الحياةِ يُعَكَّرُ
يهوى السِّمَانَ من الكهول بعشقه = يجتاز أرحاماً ومنها يعبُرُ
ومن الصغار إلى الشباب يؤزهم = بمناعة هدامةٍ تَسْتَنْخِرُ
يعلو بتيارِ الدِّماء حلاوةً = فيُحيل طَعْمَ الدَّرِّ حلواً يَسْحَرُ
من ذاقه يَشْكُ السهافَ من الجوى = فلقد جَرَت منه المجاري تمطِرُ
فيَعُبُّ نهراً دافقاً كي يرتوي = ويدرُّ شلالاً بدَفْقٍ يَهْدر
وتراه في بيت الخلاء مِكَرُّهُ = ومِفَرّهُ وبدونه يتذمّرُ
أعراض المضاعفات
ويرسِّبُ الأدهانَ في شِرْيانها = "كعصيدة" وبِها الدماءُ تُخَثَّرُ
فتسدُّ عرقاً في الدماغ تشلُّه = وتميت جباراً ومنها يُقْبرُ
وبجلطة خثرية قتَّالة = بالقلبِ أو بالكبْدِ فتكاً يغدرُ
منه الكلى فشلت وكلَّ أداؤها = للعين في نسج الشباك يُكَدَّرُ
"بالماء بيضاء الستار" يسدها = فإذا انجلى بجراحة فستُبْصِرُ
ويصبُّ في الأخلاط خَلًّا مُسْكِراً = لو صام ساعات يغيبُ ويسْكرُ
من حوله خَلٌّ يفوحُ كجيفة = فيَفرُّ منه خليلُه أو يَنْفِرُ
تربو الفطور بأرضه مُبْيَضَّة = عَفنٌ مقيتٌ كالحليب يُفَجِّرُ
عجباً لداءٍ في العداوة خاتلٍ = يهدي العنانةَ للشبابٍ ويَسْخَرُ
فيخيفُ خلقاً قضَّهم بقضيضهم = أعصابهم بلهيبه "تتشقَرُ"
هو مِحْنَةٌ للعبد يرتع بالحشا = فإذا رضيتَ فأنت حقاً تصبرُ
وإذا غضبتَ يزيدُ من لأوائه = وسيحرث الأحشاءَ فيها يحفر
التشخيص
فاكشفه قبل قدومه مُتَحرِّزاً = وبذاك تحيا مزهراً وتعَمِّرُ
إن كان في القربى مصابٌ دامغٌ = أو كان من عرَض صريح يظهر
حَلِّلْ عياراً في الدِّماء لكشفه = وابعدْ عن المحذور بُعداً يحظر
حَلِّلْ صباحاً دون أكلٍ صائماً = فإذا بدا فوق الحدودِ سيُنْظَرُ
حَكِّمْ طبيباً ماهراً بفنونه = واقبلْ نصائحَه كعبدٍ يُؤمَر
العلاج
حافظْ على وزنٍ مثاليٍّ به = تَنَلِ الأمانَ وبالسعادة تظْفرُ
واحذر أنينَ البطن من إغرائه = لَغَمُ النهامةَ غادرٌ ومُدَمِّرُ
لا دهْنَ لا حلوى ولا "بقلاوة"= وبديلها لحمٌ وخبزٌ أسمرُ
والفولُ والشوفانُ خَيْر أخلَّة = والزَّنجبيلُ رفيقها والعُصْفُر
ومع الخضارِ بزيتِ زيتون ترى = نِعمَ الحميد وذاك ربٌّ يُشكر
حافظ على قدَمَيْكَ تبقَ نظيفة = والبس حذاءً واسعاً لا يأسرُ
إياك من مشي الحفاة فإنَّه= يأتي بجرحٍ قاتل يتغَنْغَرُ
ومع الرياضة حرقُ دهنٍ فائضٍ = فترى القوام بخصره يتغندر
وابعِدْ عن التدخينِ أو نسَماته = تَسعدْ بعيشٍ هانئ تتمختر
والزمْ بما يصفُ الحكيمُ دواءَه = من أنسُلين أو الحبوب يُسَطِّر
كمُنَظِّماتِ عياره فابدأ بها = إنَّ "الخوافضَ" داهياتٌ تـَمْكُرُ
والإنسُلينُ علاج من نضبت معثـــ = ــكلة له ومدادُها مُتَعَثِّر
كالطفل والحدث الكبير ودونه = ومن الشباب وفوق ذلك أكبر
واقبِلْ على ربِّ الهدى بدعائه = كنْ راضياً، ولَذاك ثوبٌ أطهَرُ
واحفظ إلهيَ كلَّ عبدٍ طائع = فبطاعةٍ كُلُّ الطبائع تطهرُ