ولّى زمان النومِ يا قومُ اعقلوا
خلّوا الملاهي للملاحمِ عجّلوا
ردّوا لجامَ الظعنِ واعتنقوا الردى
إن الحياة لدى المنونِ فأقبلوا
ضاعت دِمانا بين أظفارِ العدا
والقانتاتُ من البلاءِ تولولُ
أين المروءة أين أصحابُ الوفا
ما عاد في زمنِ الطغاةِ سموءلُ
يا عارَ أمةِ أحمدٍ ورجالها
فوق الأرائك كالنساء تدلّلوا
الآن ثأرُ الأبرياءِ يدقُّ في
صدرِ الشهامة نادهاً يتوسّلُ
والله إنْ بردتْ دماهم لم يعدْ
لنا في سطورِ المجد ذكرٌ يرفلُ
هل تسألون اللهَ جنّةَ خالدٍ
والخلد في ظل السيوفِ مُنزلُ
لا تمنعنَّكمُ التجارةُ والثرا
فالدينُ يبقى والدراهمُ ترحلُ
لا تلْهكم أزواجكم وصغاركم
واللهُ فيهم ناظرٌ متكفّلُ
قال انفروا _ نزلَ اليهود بأرضكم
ذلُّوا الشيوخَ تجبّروا و استوغلوا
كشفوا مُحيّا الطهر شقّوا سترهُ
رشفوا رحيقَ الزهر, رجساً أعملوا
نادى الإله وهل يردُّ نداؤهُ !
أم هل تصمُّ الأذنُ عنه وتجهلُ
إلّا تلبّوا فانظروا وتربصوا
أن يأتيَ المولى بقومٍ يُبدلُ
قومٌ إذا دعتِ الشدائد أقدموا
في الله ما هابوا الوغى أو زلزلوا
هل تعلمون بأنّ ذروة ديننا
هي في الجهادِ و دونهُ لا يكملُ
أننامُ ملءَ العينِ في دعةٍ وما
زالتْ جروحُ المعدمين تهلّلُ
أيعزُّ في زمن التخاذل بارقٌ
يجلي الدياجي جامحاً ويجلجلُ
نلهو ونرتع في محافل جهلنا
فمتى على جهلِ الطواعن نجهلُ
إذما دُعينا للولائمِ نغتدي
وإذا دعينا للمعارك نثقُلُ
خجلى حروفي من عجائب فعلنا
حتى المحابر والدفاتر تخجلُ
لا تنفعُ الكلمات في زمن العصا
السيف ينطقُ واليراعُ مكبَّلُ
إلا دعاءُ الأمهاتِ بلوعةٍ
تشكو لباريها رجالاً تُقتلُ
ما شأنكم! ما تخبرون إلهكم!؟
يوم التغابنِ والخلائقُ تُسألُ
قوموا فإن الدين عزّة مسلمٍ
أسدٌ على الكفّار لا يتذللُ
أنا لستُ أدعو للسلام وإنه
لا سلْم في كنفِ المذلّة يُقبلُ