أمة مطاردة .
كلما ابتعدت أمتنا عن الإسلام السمح شريعة ومنهاجا ، كلما طاردها العدو وكسر شوكتها وأذلها. والتاريخ يعيد نفسه ، فانتصار المسلمين على الأمم الكافرة والظالمة ــ عبر التاريخ ــ كان بعزة الإسلام ووحدة المسلمين وليس بالإيديولوجيات القومية ومحاولاتها الفاشلة في تكريس وحدة الصف.
* يحكى أن ابنة (هولاكو) زعيمِ التتار، كانت تطوف في شوارع بغداد، فرأت جمعاً من الناس يلتفـون على رجل فسألت عنه فإذا هو عالم من علماء المسلمين، فأمرت بإحضاره، فلما مثل بين يديها سألته :
ألستم مؤمنين بالله ؟ قال : بلى .
قالت: ألا تزعمون أن الله يؤيد بنصره من يشاء؟ قال : بلى .
قالت: ألم ينصرنا الله عليكم؟ قال : بلى .
قالت: أفلا يعني ذلك أننا أحب إلى الله منكم قال: لا.
قالت: لم؟! قال: ألا تعرفين راعي الغنم ؟ قالت : بلى.
قال: ألا يكون مع قطيعه بعض الكلاب؟ قالت: بلى.
قال: ما يفعل الراعي إذا شردت بعض خرافه ؟ قالت: يرسل عليها كلابه لتعيدها إلى القطيع.
قال: كم تستمر الكلاب في مطاردة الخراف؟ قالت: ما دامت شاردة.
قال: فأنتم أيها التتار كلاب في أرض الله ، تطاردوننا ما دمنا شاردين عن منهجه وطاعته ، ويستمر الحال إلى أن نعود إليه جل وعلا.
هذا هو حال أمتنا اليوم ! يطاردها الأعداء في كل مكان ، يقوضون حريتها ، وينعتون دينها بالتطرف والإرهاب، أضرموا نار الفتنة وأججوا الطائفية المسعورة لتكريس التفرقة والتمزق . إلى متى تستمر هذه المطاردة ؟؟ لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى.
قال الله تعالى: " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" ــ سورة الرعد (11).
[/SIZE][/CENTER][/FONT][/B][/RIGHT]