|
أوَّلْتُ ما قلتُ من شِعْرٍ ومن نَثْرِ![](clear.gif) |
وَقِصَّتي انْكسَرتْ في أوّلِ السَّطْرِ |
مَضى زمانٌ ، وَفي عَيْنَيَّ كَوْثَرُهُ![](clear.gif) |
مَكانَهُ حَلَّ راعِ السُّهْدِ والخَمْرِ |
كم قد تبخْتَرَ حَرْفٌ ، وازدهى ألقٌ![](clear.gif) |
فباح داعيةُ الإلهامِ بالسِّرِّ |
كّثَّفْتُ من صُوَرٍ ، حَسَّنْتُ من أثَرٍ![](clear.gif) |
أترعْتُ من غُدُرٍ ، أثبتُّ من فخْرِ |
وَقَرَّبَتْني حِسانُ المجْدِ ، تحملُها![](clear.gif) |
ثقافةٌ أسهبتْ بالحبِّ للفكرِ |
ليسَ ادِّعاءً ، منحتُ الأفقَ غاديةً![](clear.gif) |
تهمي بوصفٍ يُناجي أبحرَ القُمْري |
وذاك أنّي سئمتُ العَيْشَ في مُدنٍ![](clear.gif) |
فيها السِّياسةُ آختْ مَنطقَ العُهرِ |
بل لم تكن قطُّ قبل الآن فاضلةً![](clear.gif) |
كي ينظموا للورى شيئًا عن الغدرِ ! |
ساموا المودّاتِ ، وانهالوا بماددةٍ![](clear.gif) |
ما كان يُتقنُها إلا هوى الشِّمْرِ ! |
أو جوعُ مُسْتشْرقٍ لمَّا يَذُقْ حشَفًا![](clear.gif) |
فسار يستنطقُ الإغراءَ بالتَّمْرِ |
خان الضَّمير بما أجدتْ حماقتُهُ![](clear.gif) |
حين افترى - وهْوَ يستخذي - على الذكرِ |
فاستغلقَ الفَهْمُ عن عَوْمٍ يلوذ به![](clear.gif) |
في سَوْرةِ البئرِ ، أم في سَوْرةِ النَّهرِ ! |
حتى تمَلْملَ بالتجريد فلسفةً![](clear.gif) |
يشري بها خَبَرًا من " شارعِ النَّهرِ !" |
إذا بواد الكرى يُنْبيك عن نَفَرٍ![](clear.gif) |
كأنَّهم سادةٌ في العُجْرِ والبُجْرِ |
مَن نَدَّ عن قلبه لا شكَّ نعذرُهُ![](clear.gif) |
أو كان مُحتطبًا مَدًّا مع الجَزْرِ |
لكنَّما نُذُرُ الأوهامِ مُعضلةٌ![](clear.gif) |
فما تُفرّقُ بينَ الحَبْرِ وَالحِبْرِ |
خذوا التَّمائمَ وَاستَبْقُوا مَتاحفَها![](clear.gif) |
خرائبُ الظَّنِّ لا تغني صَدى الكِبْرِ |
مُسْتفعلن ، أتقنوا التَّفتيشِ ، بل فَعِلُنْ![](clear.gif) |
هذي محاكمُها أدمَتْ رؤى الفَجْرِ |
وما على الأحمرِ الهِنْديّ من حَرَجٍ![](clear.gif) |
مُتَفْعِلنُ فَعِلُنْ ، وا خَيْبَةِ العُمْرِ |
وَصَدِّقِ الخُبْرَ والأخبارَ مُنتظرًا![](clear.gif) |
من واحتي حَبَقَ النِّعناعِ والزَّهْرِ |
أوَّلْتُ ما قلتُ أبغي سِحْرَ قافيةٍ![](clear.gif) |
وَحكمةً من بيانٍ خُطَّ بالسِّحْرِ |
لأنَّني الشَّرْقُ إرْثُ الشّرْقِ هذَّبني![](clear.gif) |
وَشَدَّ بالعزمِ إيمانًا معَ الصَّبْرِ |
وَقِصَّةُ الوّقْتِ مَعلومٌ لها حِوَلٌ![](clear.gif) |
لكنْ خِتامُ الهُدى مِسْكٌ أخا النَّصْرِ |