المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أنا هنا لا لأدخل في تفاصيل الدائرة فهو عمل هندسي رائع ةلا يقبل الخطأ مادام قد اعتمد على تفعيلات الشعر العربي , وأساس التدوير الهندسي , والذي أنتج عددا لا بأس به من البحور , ويبقى مسألة استساغة أي بحر مرتبط بالنظم عليها.
لكنني هنا الآن لأوضح رأيي في طرح تكرر عدة مرات بخصوص الوتد المفروق.
رأي في الأوتاد المفروقة
وردت اعتراضات على بعض اقتراحات لدوائر عروضية جديدة , وكان أهمها ما ورد على الوتد المفروق وعلاقته بالذائقة العربية وموسيقية الشعر العربي.
كما قيل بأن الشعر سيصعب لفظه وتقبله حين يستحدم الوتد المفروق في غير موضعه.
وأنا أردت أن أوضح في هذا المثال التالي رأيي في الموضوع.
ولنفترض هنا أن شاعرا طلب منا أن نقطع هذا البيت وأن نجد على أي وزن وبحرهو:
يَا رُبَّ ذِي سُؤْدَدٍ قُلْنَا لَهُ مَرَّةً إِنَّ المَعَالِي لِمَنْ يَبْغِي بِنَاءَ الْعُلا
فما هي الإحتمالات التي يمكن أن يكون الرد عليها:
الرد الأول
سيكون كما يلي:
مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن ... مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
وسيقول صاحب الرأي أنه من بحر البسيط التام ( بحر 1 ) وهو نتاج للدائرة العروضية الأولى ( دائرة المختلف ) وجاء بدون زحافات وهذا شرط تدوير أي بحر في دائرته حسب رأي الفراهيدي.
وهذا البيت فيه التركيبة التالية من الأسباب والأوتاد للشطر الواحد:
سبب خفيف + سبب خفيف + وتد مجموع , سبب خفيف + وتد مجموع , سبب خفيف + سبب خفيف + وتد مجموع , سبب خفيف + وتد مجموع
وأنا سأرد بما يلي:
ما ورد أعلاه هو صحيح لكنه الإحتمال الأول أما الإحتمال الثاني فهو:
مستفع لن فاعلن مستفع لن فاعلن ... مستفع لن فاعلن مستفع لن فاعلن
وسأقول عنه أنه من ( بحر 2 ) وتركيبته من الأسباب والأوتاد:
سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف , سبب خفيف + وتد مجموع , سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف , سبب خفيف + وتد مجموع
وسأقول أيضا هناك احتمال ثالث:
مستفع لن فاع لن مستقع لن فاع لن ... مستفع لن فاع لن مستفع لن فاع لن
وكذلك سأقول أنه من ( بحر3 ) وتركيبته من الأسباب والأوتاد هي:
سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف, وتد مفروق + سبب خفيف , سبب خفيف + وتد مفروق + سبب خفيف , وتد مفروق + سبب خفيف
هذه ثلاثة احتمالات , فهل ستختلف الذائقة العربية أو موسيقية البيت الشعري مدار النقاش والبحث , أم أن الإحتمالات الثلاثة تنطبق عليه من ناحية الذائقة العربية وموسيقية التفعيلات.
ونرى أن الإحتمال الأول لم يتضمن أي وتد مفروق
الإحتمال الثاني ورد فيه وتدان مفروقان في الشطر الواحد
الإحتمال الثالث ورد فيه أربعة أوتاد مفروقة
وسؤالي :
هل اختلفت الذائقة العربية أم هل اختلفت موسيقية البيت الشعري ؟
وإن افترضنا أن مجتهدا قال وأين الزحافات ؟ وهنا سأجيب:
الإحتمال الأول وردت الجوازات فيه : الخبن لتفعيلة مستفعلن الأولى والخبن لتفعيلة فاعلن الأولى أما مستفعلن الثانية فلم تستسغ العرب أي زحاف فيها والعروضة هنا ( فاعلن ) تامة , و سيقول لم تستخدمه العرب , وهذا صحيح لأنها وردت مخبونة وضربها إما مخبون أو مقطوع. أما الطي المجاز من قبل الفراهيدي فلم يعتمد من قبل الشعراء العرب في السابق.
الإحتمال الثاني : ستكون جوازاته نفس ما ورد في الإحتمال الأول لأنه لم يصلنا إلا الخبن في مستفع لن الأولى , وفاعلن الأولى , أما العروضة فهي مخبونة وضربها مخبون أو مقطوع. وسأهمل زحاف الطي لأنه في الإحتمال الأول لم يرد.
الإحتمال الثالث : ستكون جوازاته في مستفعلن نفس ما ورد أعلاه في الإحتمالين الأول والثاني , أما فاعلن ولكونها تتكون من وتد مفروق وسبب خفيف فإما أن أقول بأنه لا يجوز فيها الزحاف أو سأدخل القطع فيها كما هو في العروضة. وكذلك سأهمل زحاف الطي لنفس السبب المذكور في الأول والثاني.
أما القطع في الإحتمالين الأول والثاني هو قطع المتحرك الثاني في الوتد المجموع , أما هنا فسيكون قطع الساكن الثاني في الوتد المفروق ( والتفسير قد يجد معارضة )
من هنا يتضح ما يلي :
الإحتمال الأول الذي ليس فيه وتد مفروق سيكون مع زحافاته:
متفعلن فعلن مستفعلن فعلن
والإحتمال الثاني الذي فيه وتدان مفروقان سيكون مع زحافاته:
متفعلن فعلن مستفعلن فعلن
والإحتمال الثالث الذي فيه أربعة أوتاد مفروقة سيكون مع زحافاته
متفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
أو
متفعلن فعلن مستفعلن فعلن
من هنا سأطرح التساؤلات التالية :
- ألم تكن كافة الإحتمالات واردة ؟
- هل اختلفت الذائقة العربية في أي احتمال ؟
- هل اختلفت موسيقية التقعيلات برغم اختلاف نوعية أوتادها ؟
- ألم يكن بالإمكان استخدام وتدين مفروقين , أو أربعة أوتاد مفروقة ؟
- هل النظم صعب في الإحتمالين الأول والثاني لمن قال بأن النظم صعب خارج البحور المتعارف عليها والتي لا تتضمن أوتادا مفروقة؟
- أليست كل التفعيلات التي وردت في الإحتمالات الثلاثة هي من تفعيلات الشعر العربي ؟
أنا هنا حتما أوردت هذا المثال للتوضيح فقط لأنني أعتمد على قاعدة ( الفراهيدي ) أن أي بحر لا يمكن تدويره ليس ببحر من بحور العروض. لكنني فقط أردت أن أبين أن الأوتاد والأسباب لم تكن بذاك التحديد الذي أحاوَر فيه , لأن كل العروضيين لم يحددوا طبيعة الأوتاد والأسباب بل ذكروا أن بيت الشعر لا يقوم إلا على أوتاد وأسباب , وهي تعني الأوتاد التي تثبت الخيمة بالأرض ولا يمكن أن تتجاور ويمكن أن يصيبها القطع أو الزيادة ,والأسباب هي الحبال التي تربط الأوتاد ببعضها ومع الخيمة والتي تصيبها الزحافات التي تعني تغييرا في طول الحبال وهي التي تقع في ثواني الأسباب بصورة عامة.
أردت بهذا البحث فقط أن أظهر الفروقات بين الأوتاد وما يمكن أن تكون عليه بدون أن تؤثر في بناء البيت الشعري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته