الحقائق الدامغة ردا على الإفتراءات والتزوير ضد السادة الصوفية
الجزء الأول
مقدمة
إن التصوف ـ دائما وأبدا ـ هو الأفق الأعلى للفكر الإسلامى، والوجه الأكمل لآدابنا ومُثُالياتنا ، وهو الوجه الأكمل للفداء والتضحية، وكانوا السادة الصوفية أكثر المجاهدين في الفتوحات الإسلامية – شاء من شاء وأبى من أبى. هذه حقيقة سجلها التاريخ الإسلامي للسادة الإجلاء الصوفية جزاهم الله خيراً عن أمة الإسلام. والتصوف هو الدرع الذى يحمى أخلاقنا ويصون عقائدنا .
فالتصوف فى الإسلام هو الكمال فى الإيمان، والكمال فى كل شئ من شؤون الحياة..
فالتصوف هو الخلاصة الزكية لكل دعوة ربانية، إنه الصدق، والأمانة، والوفاء، والإيثار، والنجدة، والكرم، ونصرة الضعيف، وإغاثة الملهوف، ,والجهاد في سبيل الله. فهو كما عرَّفه الإمام أبو بكر الحريرى: ( التصوف هو الدخول فى كل خُلق سنى، والخروج عن كل خُلق دنىء هو التخلية والحلية ).
إذاً التصوف هو الأخلاق . فمن أين أتى أعداء التصوف بقولهم : أن التصوف دخيل على الإسلام، وأن الإسلام لا يعرف التصوف ؟!
يقول أبو الحسن النورى " ليس التصوف رسما ولا علما، ولكنه تخلق بأخلاق الإسلام. "
فهل التخلق بأخلاق الإسلام أمر دخيل على الإسلام ـ كما يزعم أعداء التصوف ؟ . . كلا والله !! إن التصوف حقيقة إسلامية .
إن التصوف برئ من كل ما يُنسب إليه مما هو يخالف الشريعة الغراء، فالتصوف هو صانع التاريخ، وهو منارة ومحجة السالكين إلى طريق رب العالمين .
والذى دفعــنى للكـتابة حـول هذا الموضوع هو: الهجوم الشرس الأعمى والافتراء على السادة الصوفية، ونسب إلى التصوف ما ليس منه.
ونحن هنا - إن شاء الله تعالى - سوف نؤكد بطلان كلام وإفتراء هؤلاء وكتبهم المزورة على التصوف ، ونثبت أن التصوف بحر من الأنوار ، وليس بحر من القاذورات كما يصفه أعداء الإسلام والمسلمين.
إن من يقرأ عن هؤلاء أعداء الصوفية ، يدرك بحق أن كل ما فيه إنما ينبع من حقد دفين ومعلن ليس فيه دليل لا من الواقع ولا من التاريخ نسأل الحق سبحانه وتعالى أن يوفقنا فى الرد على شبهات أعداء التصوف، حتى نُظهر التصوف فى صورته الحقيقية المنزهة عن الأفكار الوثنية من الحلول والإتحاد ، . . وغيرها مما دُسَّ على التصوف أو ألصقه بالتصوف الذين ينتسبون إليه زورا وبهتانا ، وهو منهم برئ .
فالتصوف الذى نعرفه ، والذى نُدافع عنه ، هو روح الإسلام ، وهو العمل مع اتباع المصطفى r ، وهو حُسن الخلق .
وليس تصوف الحلول والاتحاد ، والتكاسل عن أداء العبادات ، وغيرها مما لا يعرفه التصوف الإسلامى .
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل هذا الكتاب سببا فى هداية كل من فُتن بأفكار هؤلاء الحاقدين على التصوف والصوفية ، وأن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
يتبع...