لقد ثبت أن الآن أمريكا تلعب عدة أوراق في الشرق الأوسط, فهي أولا لا تريد إستقرارا هناك لأن ذلك يعدّ خطرا على أمن حليفها الكيان الصهيوني .إذ ترى أنه من الواجب أن تكون كل الدول المجاورة لابنتها المدللة متناحرة, و في حروب دائمة فيما بينها فتحطّم بعضها البعض و تتقهقر إلى الوراء, فتظل قابعة في مستنقعات التبعية و التخلف على مر العصور ,مقابل أن تبقى إسرائيل في منآى عن التصادم مع أيٍ منها, فتعلو و تكبر على جميع الأصعدة, و عبر كل الأزمنة...أمّا فائدةالولايات المتحدة الأمريكية فهي إبرام عقود بيع الأسلحة للمتحاربين ،أسلحة متطورة حتى يكون الدمار أكبر ما يرضي حليفتها إسرائيل ......
أمريكا دائما توقد النار و تجعل الدول تحوم حولها كالفراش ,فهي مثلا تخطط للإيقاع بإيران في حرب مع جيرانها العرب حتى تكون حرب إستنزاف بلا نهاية غايتها دائما ضرب عصفورين بحجر واحد ,الربح من ورائهاعبر بيع الأسلحة , ثم ضمان أمن إسرائيل و ضمان رقيها و توسعها و بسط النفوذ و الهيمنة على المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية ... أمريكا جنت بالأمس القريب ثمار تحطيم العراق عبر جر حزب البعث سابقا بدهاء و مكر لأن يرتكب أخطاء مهدت لهم الطريق لإحراق بغداد و ها هم الآن يفسحون المجال لبشار الأسد و يمكنونه من الوقت الكافي لتحطيم سوريا,عبر البراميل المتفجرة و تهجير السكان العرب السنة , و إعادتها إلى نقطة الصفر و السبب أنها جارة لإسرائيل و قد كسبت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في الصناعة الحربية, و ذاك هو مصير كل دولة محاذية في قاموس إسرائيل , يجب أن تكون هكذا محطمة ضعيفة,و لو سوريا لم تكن جارة للكيان الصهيوني لكان مصير بشار منذ بداية ثورة الشعب السوري عليه كمصير مبارك أو زين العابدين هذا إن لم يكن كمصير القذافي , لكن التحالف الأمريكي الإسرائيلي رآى أنه من المصلحة إعطاء بشار المزيد من الوقت لمزيد من التدمير و العبث و دعمه ولو بطريقة غير مباشرة ,حتى يكون دمار سوريا أشمل و أعم و يرضي الإبنة المدلله إسرائيل .....
هذا و قد جاء دور إيران في المنطقة ليزيد الطين بلة و يعّقد الأمور , حيث رأينا أنها تماما تحمل نفس البرنامج التوسعي الذي تحلم به إسرائيل إزاء العالم العربي ,مما نآى بأعين العرب بعيدا عن قضيتهم الأولى القضية الفلسطينية , والتفرغ لقطع يد إيران الممتدة في كل من العراق, و اليمن و سوريا.. لقد كان على إيران أن تكون فطنة و أن تفكر في أمنها و أمن المنطقة ككل قبل أن تفكر في التوسع و بناء الإمبراطورية الخمينية الشيطانية الواهية.. كان عليها أن تكون حكيمة فتبني علاقات جادة مع جيرانها العرب ,و ذلك لحراسة المنطقة عبر منظومة دفاعية مشتركة, ثم السعي سويا لإقتلاع جذور إسرائيل التي غُرست عنوة في الشرق الأوسط , و نمت و تنعشت في غفلة من دول المنطقة التي إنشغلت في حروب و خلافات فيما بينها كان من المفروض أن تكون في غنى عنها..
هي حروب و خلافات سطرتها في الغالب معاهد الدراسات الإستراتجية الأمريكية, و الإسرائلية و نفذتها مخابراتهم بكل المكر و الدهاء ....ترى إلى متى يبقى الخروف يثق في كل مرة بما يقوله له الذئب,فيجره برضاه إلى الهلاك ؟؟؟؟؟؟؟؟ و إلى متى يبقى الإنسان العربي مهدد بالإنقراض كالديناصورات ,في ظل الأطماع الأمريكية الإسرائيلية و التدخلات الإيرانية ..