تقديم
أُُخرِجَت تِلك المقامة منذ قرابة العام , و كانت رداً على أحد فروع عائلة أحد أقاربي , و التي أصابها نوعاً من التعالي , فكتبت تلك المقامة للسخرية من هذا التعالي , و كانت النتيجة ؛ أن تحالف معي جميع أزواج و زوجات أعضاء العائلة لتخليصهم من ذلك القهر
و على الباغي تدور الدوائر
المقامه العجيبة .. فى عائلة غالي الغريبة .!!
كان يا ما كان , في سالف العصر والأوان . يُحكى أنه كان هناك رجل مقامه عالي , كان يُسمى أحمد غالي , و كان عنده الكثير من الهيبه , لأنه رجل لا (تعدّيه) (العيبه) , وكان الناس يشعرون بأنه غامض يخفي الأسرار , بالرغم من أنه كان بسيط ولم يملك سوى مزرعة و معزة و حمار , و لكنه كان يشعر بوحدة فظيعة , و كأن الدنيا قامت معه بقطيعه , من يومها قال : "يجب أن ينتهي الأمر فى الحال " .
و يوم بعد يوم , والرجل لم يأتي له نوم , إلى أن جائته فكرة خطيرة ؛ أن يكوّن عائلة كبيرة ؛ من أجل أن يكون له عزوة و سند , ومن أجل ألا يفتح فمه معه أحد . و قام الرجل بالدعاء , وأكثر على الله الثناء , وقال : " ارزقني بالذرية الكبيرة يا الله ؛ من أجل أن أقوم بإذلال كل خلق الله ." . و كأن السماء كانت له مفتوحة , فقد أعطاه الله ما تمنى , فقام الرجل و رقص وغنى . و بدأت رحلة الخطة العظيمة , خطة بناء العائلة الكريمة , و بدأ في وضع أسس العائلة المجيدة , الأسس التي يُطلق عليها – مجازاً – حميدة . تمنى أن تنتشر عائلته كانتشار الفاتحيين , و يبلغ بتعدادها تعداد الصين , و تكون لها أفرع عديدة , في كل بلد ومحافظه أو أى منطقة جديدة , ويكون لها فى كل مكان (شَنّة) و(رَنّة ) , و يتحاكى بها الناس وحتى الملائكة فى الجنة .
و هنا انقطعت رأس شهرزاد فى الحال , و عُلّقَت رأسها فى متر من الحبال , و ضحك شهريار ,و قال في افتخار : "هذا جزاء من يتحدث عن خالي , أو أى شخص من عائلة غالي." . و تساءلت عن تلك العائلة الموجودة في كل زمان , حتى ألف ليلة وليلة لم تترك فيها مكان .
و قلت يجب عليَ الآن الهرب , بعد كل ما رأيته اليوم من عجب , إلا أن صوتاً غير عادي ... صوتاً كان بالبلدي ينادي :
" هتروح فين يا متعوس ما أنت هتشوف غالي هتشوف "
و هنا وقعت باكياً , و قلت لله شاكياً
لم يعد لي إذن مَفرّ ... رَضيتُ بعائلة غالي قدر.
أحمد فؤاد