العالم يتغير والسعودية دولة برجماتيه ومحورية بالاضافة الى الامكانيات الهائلة التي تمتلكها سوف تاهلها الى لعب دور اقليمي وفي ذلك سر قوتها وتاثيرها وهي صاحبة قرارات متزنة في اللحظات الحرجة . وليس لها استراتيجية واضحة ولا قانون ثابت يضبط حركتها الدبلوماسية سوى التجاوب مع المتغيرات وهذا ما يعطيها ميزة التعامل مع المتغيرات العالمية بايجابية عالية مما يوهلها الى لعب دور محوري في أي تغيرات متوقعة كما لعبته في سابق الايام على مستوى العالم والاقليم وسيكون من الافضل ان لايكون هذا الدور في مواجهة ايران {وهذه وجهة نظري} الااذا ابت ايران الا ان تضلي في غيها . وفي ذلك خدمة لقضايا العرب والمسلمين فنظرية الصراع الطائفي التي ليس لها اساس في عقيدة الامة هي نظرية عبثية لاخير فيها وخاصة عندما يتحول اللاعبين وفقا لهذه النظرية في المنطقة الى ادوات بيد اقطاب العالم الاخرى ليس الا
وامريكا بداءت تفقد اوراق اللعب وهي في طور التراجع من مركز قيادة العالم الى وضع ادنى مما هي عليه اليوم بكثير وعلى اقل تقدير اذا لم ينتقل مركز القيادة الى روسيا والصين اوالى احدهما فان الاحداث تبشر بانتاج القطبية الثنائية لقيادة العالم هذه القطبية بلا شك ستختلف عن ما كانوا يسمونها بالحرب الباردة وستكون فرنسا والمانيا ساحة التحول وحينذاك ستفقد اوربا العجوز دورها على مستوى الساحة الدولية بما يبشر بانفراط عقد الاتحاد الاوربي
واذا ما نظرنا الى سلوك المملكة العربية السعودية منذو نشاءتها الى حد اليوم فان لكل ملك من ملوكها سياسته الخاصة به ولاتربطهم استراتيجية على الاطلاق الا استراتيجية التعامل مع المتغيرات حفاظا على مصالح المملكة وامنها الخاص والاقليمي وهي سياسة صحيحة الى ابعد حد . فكل ملك من ملوكها يظهر بمواقف يختلف عن سابقيه من الملوك فيما يخص قضايا الصراع الاقليمي والدولي وفي ذلك يظهر السر في حيوية تواجد المملكة على مختلف الصعد .فليس ببعيد ان نسمع في مستقبل الايام عن تحالف الرئيس الروسي والملك سلمان خاصة بعد ان ظهرت للعيان بوادر الاستهداف الغربي والامريكي للملكة ودول الخليج فان فعلها الملك سلمان بلا شك سيدخل التاريخ من اوسع ابوابه وسيكون في ذلك مفتاح انتاج الدولة السعودية الثالثة
ويمكن استكشاف هذه البوادر من خلال تخلي الغرب عن دور الحماية المطلوب في المنطقة العربية وفقا لما تقتضية دوافع السياسات السابقة لهذا التغيير وتوريط دول الخليج وتركيا في دعم سياسة الفوضى الخلاقة التي انتجتها الصهيومسيحية في اطار صراع الحضارات والقول بنهاية العالم اتضحت اخيرا انها سياسة لاتقتصر على دول بعينها انما هي سياسة الغرض منها حماية امن اسرائيل وبقاءها دولة محورية في المستقبل ولايمكن ان يتحقق هذا الهدف في ضل بقاء الدولة السعودية القوية او اي دولة عربية او اسلامية اخرى بما في ذلك ايران ايضا . اذا السعودية هي ساحة الاستهداف القادم بالنسبة للقوى الصهيومسيحية القذرة والامر مكشوف وواضح
بنشر صواريخ اس400 في سوريا سيتغير ميزان القوى في المنطقة بشكل ملفت فالمنطقة على مشارف حرب قد تكون هي اسوى الحروب التي شهدتها المنطقة في العصر الحديث او على اقل تقدير في حالة ظهور العجز الامريكي الواضح فالمنطقة امام اعادة انتاج موازين قوى جديدة تحفظ للمنطقة شي من الامن والاستقرار والتوازن فاين ستكون الوجهة القادمة للسعودية ودول الخليج خاصة وهي اليوم تقادر الحاضنة الامريكية برغبة جامحة وبصورة ملفته للانظار . واذا ما تغير الاتجاه شرقا فان هذه الخطوة بلا شك ستغير وجه العالم بصورة جذرية خاصة وان هناك اخبار تشير الى ان اتفاق يجري الاعداد له بين السعودية وروسيا والصين يستهدف اعادة احياء طريق الحرير القديم على شكل عصري تكون السكك الحديدية هي عموده الفقري بحيث يربط دول الشرق قاطبة تكون بدايته في الجزيرة العربية ونهاية في الصين بتكلفة 700 مليار دولار وحينذلك سيتقلص الدور الامريكي في المنطقة العربية وستملك دول المنطقة في الشرق الاوسط والشرق الادنى شيئ من الاستقلالية غير ان هذه الاستقلالية ستبقى قاصرة وتحت الحماية الروسية الى حد ماء ولكنها اكثر فايدة في خدمة دول وشعوب المنطقة وفي ذلك يتقلص دور اسرائيل في سبيل التخلي عن مهمتها الوظيفية في المنطقة ..
بالنسبة لليمن تقديرات الحوثي وعفاش الخاطئة والقاصرة في قراءة المشهد الدولي والاقليمي هو ما سيدفع باليمن الى الهامش مرة اخرى ونزواتهم الجاهلية هو مما لايجب ربطه بمستقبل شعب وامة وهذا مما يجب ان يدركه اليمنيون اذا بقية لهم بعض من المدارك ذلك ان التقديرات الخاطئة لايمكن ان تاتي بنتائج صحيحة ومن نتائج هذه التقديرات الخاطئة ما تعيشه اليمن في وقتنا الحاضر كما ان لعنة القضية الجنوبية ستضلي تطارد اليمنين حتى يدركون وسائل تجنب هذه اللعنة ولايمكن ان يكون ذلك الا بمقادرة الحوثي وعفاش المسرح السياسي باي وسيلة كانت ولو تطلب ذلك مقادرتهم الحياة
صدقوني التهديدات حقيقية وجدية . فاليوم روسيا مثلها كمثل الذي يصب الماء البارد على راس الصبي المحموم وهناك من سيجبره للرضوخ لتقبل هذا الامر . وتركيا ليس باستطاعتها الهروب من هذا الواقع وحينما تصب روسيا الما البارد على راس اردوغان ولايحرك الغرب ساكنا سيعود اردوغان وبقية الصبيان في المنطقة الى رشدهم وبايصلون عالنبي وبايهداءون وبايبطلون طموحاتهم الزائفة باعادة انتاج الخلافة الاسلامية الصورية التي كانت السبب الاول لما تشهده المنطقة العربية من دمار وحروب عبثية
الغرب وروسيا متفاهمين على اعادة تقسيم العالم حتى لايخرج العالم عن السيطرة وفقا لمقولة الامن القومي لهذه الدول الذي سوقتها امريكا في الفترات السابقة وخرجت عن سيطرتها بحكم القانون الدولي . والدول العربية لما تعودت عليه من تابعية في عصرنا الحديث ليس امامها من خيار سوى ان تبحث عن سيدها الجديد وهي لم تدرك سر قوتها بعد فهل تدرك هذا السر . وليس عند الله ببعيد ا ن تدرك سر قوتها وتستفيد من هذه المتغيرات فتكوّن ذاتها في مواجهة التحديات فهي الى حد اليوم لم تودي الا مهمات وظيفية في خدمة الاخرين
واردوغان الساقط اخلاقيا لايصلح ان يكون واجهة للمنطقة كما لايصلح ان يكون خليفة للمسلمين ولا تصلح ان تكون دولته دولة الدعارة المقننة ونوادي العراة دولة خلافة اسلامية كما يزعم ويهيئ الامر لذلك الاخوان المسلمين والحرب على الارهاب حرب حقيقية وسيكون الاخوان المسلمين في موقع الاستهداف . وفي عدم تحديد الموقف الواضح من هذه الحرب سيودي الى ما لاتحمد عقباة وهذه تركيا تجني اول ثمارها المرة . وستسفك في هذه الحرب كثير من دما الابرياء ولا حول ولا قوة الا بالله
خلونا نهذي معكم كما يهذي هذه الايام المحارب ويحفظنا ويحفظكم الله وجميع المسلمين من كل مكروه فهو القادر فالقادم كارثي بكل المقاييس اذا لم يدرك العرب وسائل التغلب على تجلياته ولاحول ولا قوة الا بالله