|
نَمْشي ، نُهادي بالقريضِ رفاقا |
نَتَحَضَّنُ الذكرى هوىً عَبَّاقا |
أو نمنحُ التأريخَ معنى صحبةٍ |
تَذرُ الأنا ، تستنطقُ الأشواقا |
كي لا يعودَ الودُّ محضَ هوايةٍ |
تقضى ، وتبتدرُ الظنونَ فراقا |
كي تذكرَ الأزمانُ زهوَ مداركٍ |
لم تتخذْ إلا الوئامَ رواقا |
أمشي ، بناتُ الفكرِ رهن رقائقي |
هيَّا انشري أَلِفَ الوَفا إطلاقا |
ثمَّ اسكبي المَلَكَاتِ جَرْسًا ساحِرًا |
وتنعَّمي ، كوني لهم تِرياقا |
واستعْذبي دربَ اليقينِ ، تعذّبي |
بهوى القلوبِ ، ولو نأتْ إشفاقا |
صوني هداياكِ العتيقةِ وابتني |
لمن ارتقى ، حولَ العيونَ عراقا |
فمنَ الحَيا رَفَّتْ عرائسُ أحرفي |
مَن ذا يُعانقُ باسمها الأعماقا ؟ |
مَن ذا يبادلها التَّلاقيَ كاملًا |
من مقلتيهِ ، مبارَكًا غيْداقا |
يَشدو بحرفنةٍ تتيهُ على المدى |
من كلَّ عطرٍ يخلبُ الأذواقا |
نمشي نهادي بالبديع سويّةً |
ندع الجمال على الضِّفافِ مراقا |
فالأعسرُ المعطاء دون حميمهِ |
لا ، لن يصفّقَ كفُّهُ إطلاقا |
لن يستسيغَ الفجرُ لثمَ عروجِهِ |
مهما سما أو لامس الآفاقا |
إنّي نقشتُ على الغمام رسالتي |
ما اعتاد نبضي يحمل الأوراقا |
وزجرت نفسي عن عتاب أحبّتي |
بل زدتُ في أمداحهم إشراقا |
أهديتهم ممّا تيسّرَ مقطعًا |
يشفي الزهور ، يزيدها إيراقا |
كالياسمين إذا تبتّل فالنَّدى |
متراقصٌ يهب الدُّنا أرزاقا |
كالجُلَّنار وقد توسَّد ظلَّهُ |
حبقٌ من الريحان لذَّ وراقا |
فكلاهما يهوى الربيع رفاهةً |
يستمطر الدَّهر العجيب وفاقا |
نمشي حيالهما نفوز بلقيةٍ |
وسع الجنان تكفكف الآماقا |
فاظفرْ بمنزلة التواصل مخلصًا |
وابثث قريضك مبدعًا خلَّاقا |