وصالٌ في حديقةِ الحَواس
عبد اللطيف السباعي (غسري)
هذا البياضُ الذي أرْقى فَأفْرِشُهُ
مُعَتَّقٌ، ماءُ وَجهِي ليسَ يَخدِشُهُ
أعلوهُ.. أسْكُبُ فِي ياقاتِهِ عَرَقًا
بِريشَةِ الوَهَجِ المكنونِ أنقُشُهُ
آهاتُ رُوحِيَ نَخْلاتٌ تُظَلِّلُهُ
تحْنُو عليهِ ولا تَنفَكُّ تُنْعِشُهُ
يُرَفْرِفُ الغُصْنُ في جَيبِي ... سأَغْرِسُهُ
هُنا لَعَلَّ نسِيمَ الذَّاتِ يُرْعِشُهُ
هَا نَبْضُهُ.. أُرْجُوَانِيَّ السِّماتِ بدَا
هَا دِفئُهُ.. بِرُؤًى حَمْرَاءَ أنْبِشُهُ
هَذا النتوءُ حُصُونٌ غَيرُ مُشْرَعَةٍ
مُزَخْرَفُ البابِ مَمْشاهَا مُرَقَّشُهُ
لكِنَّنِي بِجُنودِ القلبِ أفتَحُهَا
لَيسَ الشُّعُورُ سِوَى جَيْشٍ أُجَيِّشُهُ
أطِيرُ فِي لَذَّةِ المَعْنَى بِأجْنِحَةٍ
رِيشُ الدَّلالاتِ فِيهَا الجَهْدُ يَنْفِشُهُ
مَسَافَةُ الألْفِ حَرفٍ ليسَ تُعْجِزُنِي
وَمَنبَعُ البوحِ غَوْرٌ لستُ أنكُشُهُ
فِي البَدْءِ كُنتُ وَفِي عَيْنَيَّ خاطِرَةٌ
تَبُزُّ أيَّ كلامٍ قدْ أُوَشْوِشُهُ