يقول أحمد شوقي في قصيدة اخترنا منها هذه الأبيات
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا اعلمت اشرف او اجل ما الذي يبني وينشيء انفسا وعقولا فهو الذي يبني الطباع قويمة وهو الذي يبني النفوس عدولا ويقيم منطق كل أعوج منطق ويريه رأياً في الأمور أصيلا ارسلت بالتوراة موسى مرشدا وابن البتول فعلم الانجيلا وفجرت ينبوع البيان محمدا فسقى الحديث وناول التنزيلا ان الشجاعة في القلوب كثيرة ووجدت شجعان العقول قليلا
ثم يعارضه إبراهيم طوقان
شوقي يقول وما درى بمصيبتي قم للمعلم وفّه التبجيلا اقعد فديتك هل يكون مبجلاً من كان للنشء الصغير خليلا ويكاد يفلقني الأمير بقوله: كاد المعلم أن يكون رسولا لوجرّب التعليم شوقي ساعة لقضى الحياة شقاوةً وخمولا يكفي المعلم غمَّة وكآبة مرأى الدفاتر بكرة وأصيلا مئة على مئة إذا هي صلِّحت وجد العمى نحو العيون سبيلا ولو أنَّ في التصليح نفعاً يرتجى وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا _ لكنْ أُصلّح غلطة نحوية مثلاً واتخذ الكتاب دليلا مستشهداً بالغرّ من آياته أو بالحديث مفصلاً تفصيلا _ وأغوص في الشعر القديم فأنتقي ما ليس منتحلاً ولا مبذولا وأكاد أبعث سيبويه من البلى وذويه من أهل القرون الأولى فأرى حماراً بعد ذلك كلّه رفَعَ المضاف إليه والمفعولا لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة ووقعت ما بين الدروج قتيلا يا من يريد الانتحار وجدته إنَّ المعلم لا يعيش طويلا
لكن عندي رأي آخر مثل رأي الأمير أحمد شوقي
إن المعلم سيدُ الأممِ فلمَ يقول الشاعرُ المستحيلا طوقانُ مهلاً كُن مستمسكاً إِنَّ المعلمَ لا يكون بخيلا قد قالها شوقي بِحكمَةِ عارفٍ طوقانُ هل كان الأميرُ خذولا؟ للهِ دَرَّكَ يا عدوَّ جهلٍ قَد مَضَى أمسى كشَمعٍ كي ينيرَ عقولا التعليمُ صنعةُ مَاهِرٍ جَعَلَ من مستحيلٍ وَاضِحاً تفصيلا مَن كَالّذِي صَبَر الزمانَ ليرفعَ فوق العلا أُمماً تعيش طويلا يا طالباً عند المعلمِ كفى لعباً ولا تك للجنِّ عَمِيلا إِن الذي أهداك رشداً كيف لا تهديهِ وِداً أو تردَّ جَميلا ؟ واحذر من الشيطانِ لا تلحق بهِ مستكبرٌ لاتتخذهُ خليلا دعواتنا سبقت قصيدتنا فسلامنا له بكرة وأصيلا صَدَق اللسان لسانَ شَوقِي حِينَهَا كَاد المعلم أَن يَكون رسولا