في ذات ليلة حالكة ، إذ أتاني ذاك الخيال وقد كان مسرعاً فلما جاء لي قال : هيا اركب ! قلت:من أنت؟ وإلى أين؟
قال: قال أنا رسول فلا تسألني هيا اركب
فركبتُ ، وبعدها ببضع دقائق كأن غشاءً شديد السواد وُضع على عينيّ .
فلما انجل هذا الغشاء ، نزلت علي الدهش والرعب ، أرى دكاكيناً قديمةً كما كنت أقرأ في كتب الأدب والتاريخ ، لا أرصفة ولا إشارات ، ومشينا قليلا ووقفنا أمام ذلك القصر الذي كان راه الناس شيئاً ربما لا يحلم به ، لكن في نظري لا أرى شيئاً مهما كأنه الذي الصور والمتاحف.
دخلنا القصر فإذا بالخدم والجواري الحسان ، همست في أذنيه ساخراً أهذا قصر الخليفة؟ قال : نعم كدت أسقط من الخوف
دخلنا على الخليفة وألقينا بين يديه السلام وكان الخليفة عبدالملك بن مروان ، وإذ عنده ثلاثة رجالٍ لهم ظفائر ولحى ، فلما جلست فإذا بأحد هؤلاء الرجال قام وأنشد قائلاً:
ألستم خير من ركب المطايا ** وأندى العالمين بطون راحِ؟
فسقط فكي السفلي من الدهشةِ وحدثت نفسي قلت : يا إلهي إنه جرير ، فقام الآخر وأنشد قائلاً:
ألَمْ يَأتِ بالشّأمِ الخَليفَةَ أنّنَا ** ضَربْنا لَهُ مَنْ كانَ عَنْهُ يُخالِفُ
وصرخت بقوةٍ في نفسي لو كنت آن ذاك في جبل لهتز منها فقلت: وهذا هو الفرزدق ، وما ذكر هاذان الفحلان إلا يذكر ثلاثهما وهو الأخطل.
فقمت واستأذنتُ الخلفية أن أنشد فأذن فقلت:
همُ الذين يبارون الرّياح إذا**قلّ الطّعام على العافين أو قــتروا
فأجزل عطائي ذلك الخلفية الشهم ، ورجعت إلى بيتي ومع تراث أمة عريقة لايشق لها غبار ، فكان حير لقاء ، في قصر خير الخليفة.
-------
أريد أن تقيمها وهل لدي موهبة كتابة القصص؟ أم لا