حب وإرهاب
يا قلبُ، هجرتَ الحبَّ يا ويلاهْ **والبدرُ سجينٌ في دجى ليلاهْ
دمعاتكَ سالتْ دون أن تبكيها **هل أبكى قيسَ المكرُ من ليلاهْ؟
♦ ♦ ♦
ليلايَ كما وددتُكم ودِّيني **لا تقتلِي صادقَ الهوى والدينِ
ليلايَ فلا أحتاجُ منكم نفعاً **إمَّا ترينِّي غارقاً في الدَّينِ
♦ ♦ ♦
لم نقتلْ صادقَ الهوى يا قيسْ **بل أنتَ قتلتهُ على (البُكفَيسْ)
كم كان عديدُنا قليل الأيسْ **واليومَ غدت أعدادكُم كالطَّيسْ
♦ ♦ ♦
ها أنتُم والدنيا كوحشِ الغابِ **تبدونَ سلاحَ مِخلبٍ أو نابِ
لا بُدَّ - وإنْ صحبتُكم قد طالتْ - **من نزعِ فتيل الحبِّ بالإرهابِ
في كل عُصيرٍ قد نقمتم منَّا **بالسير على قارعةِ الأهدابِ
نحن الخبراءُ في الهوى مذ كنَّا **لا نقتلُ إلا خيرةَ الأصحابِ
في صومعة الحبِّ نصلِّي ليلا **في الصبح يشيعُ القتل في المحرابِ
هل تنكرُ - يا سيدُ - شكوى ليلى **في محكمة الحبِّ على الأذنابِ؟!
همْ قد خرقوا قانونَنا في الدنيا **أوفوا بعهود الحبِّ للأحبابِ
هذا خرقٌ من قيس لمَّا أوفى **قد أشعل نارَ الحبِّ في أعصابي
♦ ♦ ♦
يا سيدتي أنتنَّ دأْب الدنيا **لن تُسعد ما لم تمضِ فينا فَنْيا
هاتيك جنازةٌ تنادي: لَيلى **إن زرتِ مقامي أَمطريني حَنيا
♦ ♦ ♦
إرهابكمُ هجرٌ وقولٌ نابِ **ما سهمٌ أطلقتم علينا نابِ
يا جمعَ ظباءٍ قتَّلونا حبًّا **هل أطلقتمْ سراح شيخٍ صابِ
♦ ♦ ♦
أنتنَّ عقاربٌ بلا شَوْلاتِ **مَن يصبُ إليكنَّ ينلْ ويلاتِ
لا يدخل صدِّيقٌ سجوناً جُرماً *بل مكر سكاكينِ هوًى أصْلاتِ
♦ ♦ ♦
يا سيدتي لو تسأَليني: ما بي؟ *تُلفينَ جواب السؤلِ في أثوابي
قد مزقها دَمعي على أَحبابي **هم ما ذرَفوا قصدهمُ إغضابي
♦ ♦ ♦
يا سيدُ لا نغضبكم أنكاثا **بل طبعُ هوى الرجالِ جوراً عاثا
كم تدفنُ ذي الأرضُ بلا أنكاثٍ **مَن كان عليها مالكاً حرَّاثا
♦ ♦ ♦
لو كان الحبُّ دمعهُ لا يجري *فانظر قطراتِ الطلِّ فوق الزهرِ
هل تطلقُها عند النوى أحجارٌ! *أم زهرةُ حبٍّ في وداع الفجرِ؟
♦ ♦ ♦
يا سيدُ لا ترمِ سهاماً طاشتْ *في هجمة حبٍّ من محبٍّ هاشتْ
كم أسعدني إظهارُ كل المخْفي **إذ أجنحتي لمَّا تزل قد راشتْ
♦ ♦ ♦
يا سيدنا الغرامَ، أيٌّ منَّا *** قد أطعمَ حبًّا سكَّرا أو سَمْنا
قد يحسبُ دنياهُ ملاذاً أمنا *حتى يجدَ الخضرة فيها دَمْنا
♦ ♦ ♦