رغم أني أعاني مثل كل الناس في هذا البلد، من غلاء وتغوّل فاتورة الكهرباء والماء والمحروقات؛ إلا أنني ما زلت أفكر مليا في طريقة لحل مشكلة إخواننا المصريين، مع تلك الإشارة الشهيرة التي يرفعها المتظاهرون في الميادين، تلك الإشارة باللون الأصفر وفيها كف مرفوعة مضمومة الإبهام في وجه النظام.
بت أتحسب، وصرت كلما اضطررت لرفع يدي،أحرص على فتح أصابعي الخمسة، كي لا تظهر تلك العلامة التي تنغص على البعض فيكيد لي بليل و«أروح فيها»، وخصوصا بعد أن قضت محكمة مصرية بالسجن سنتين على طبيبة،بتهمة «إثارة الشغب» داخل مستشفى، «والانتماء لجماعة محظورة »، لتعليقها دبوساً يحمل «الشعار إياه» مع أني لا علاقة لي من قريب أو بما حدث أو يحدث هناك، من أحداث مؤلمة تشيب الرضيع وتقهر صاحب الخلق الرفيع.
وبما أنني ما زلت مؤمنا بنظرية المرحوم «حسني البورظان» التي تقول: إذا أردت أن تعرف ماذا في «إيطاليا» عليك أن تعرف ماذا في «البرازيل»، أقول: إذا أردت أن تعرف ماذا في «أوكرانيا» عليك أن تعرف ماذا في «فنزويلا» لكي تفهم ما يجري في مصر.
ما علينا، لنعد لتلك العلامة التي تؤرق جماعة (الشق الثاني من الشعب المصري)، أقصد علامة الكف مضموم الإبهام التي أصبحت خطرا على البعض وشعاراً للبعض الآخر، فكرت مليا في طريقة تجنب أصحابه خطر الملاحقة ، جراء اكتشاف مسطرة أو دبوس يحمل ذلك الشعار، فضلا عن الأحكام القضائية المعلبة، فتفتق ذهني عن شطب الرقم الخطير «4» من كل العمليات الحسابية؛ بل من الرياضيات كافة، وكذلك من الساعات الرقمية ليستعاض عنه في العد 3،2،1، (3+1)، 6،5 ألخ.
وهكذا، وفي حالة اقتراب عقرب الساعات من ذلك الرقم (يا ويلي) يقرأ بدلا منه 3+60 باعتبار الساعة 60 دقيقة، أو 3+1 وبهذا نتفادى هذا الرقم نهائيا.
ولكن ماذا لو اضطررنا لرفع اليد للإشارة إلى هذا الرقم بالذات ؟ ما عليك في هذه الحالة إلا رفع الذراعين بوضع الاستسلام إلى الأعلى، فاتحا كفيك ورافعا اصبعي السبابة والوسطي في كل منهما بمعنى(2+2).
غير أني غضضت النظر عن هذه «النظرية» في علم الحساب، خشية أن أتهم بالإرهاب، رغم بعدي عن مركز الحدث، ولست منتميا ولا متحزباً، ولم يسبق لي أن زرت أرض الكنانة ، ولم لا ؟ ألم تشهد المحاكم المصرية قضية من هذا القبيل عندما اتهم الشهداء والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال باحتلال سيناء، رغم انهم استشهدوا أو أسروا قبل الربيع العربي بزمان؟
وماذا يمنع القضاء المصري من تكريمي بتهمة جاهزة، ألم يُحكم بسجن المتوفى وتغريمه قبل بضعة أشهر؟
وأكثر من ذلك أن توجه أصابع الاتهام إلى «خوان كارلوس» بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية لمجرد أن اسمه «خوان» متنكرا بإسقاط الألف ، أو أن تُحكم «رابعة العدوية» ذاتها بالسجن أو الإعدام شنقا مع سبق الإصرار والترصد، لكون الميدان في قلب القاهرة يحمل اسمها، ولا أظن أن يصل بهم الحال حد منع الطيف الشمسي من دخول أرض الكنانة، لكونه يحتوي اللون الأصفر..ولكي لا يفهم المغرضون من هذا المقال أنني متحيز لفئة (أو متحرفا لقتال) أود أن أقول: إنني أقف على مسافة واحدة من "انتو و..إحنا" حسب الاغنية الوطنية الرائعة (انتو شعب واحنا شعب وليكو رب ولينا رب) ، وأن مشكلتي تنحصر في طريقة التعامل مع هذا الرقم المحير أقصد رقم (3+1) أو (5-1).