الريح صفراءٌ تَهارشُ في المدينة
والنوافذ في المَنازل مؤصدةْ
كل المَنافذ في الشوارع موقدةْ
جمرٌ هنا ..
لهبٌ هناكْ
مطرٌ خجولٌ بللَ وحدتي
وانا بقارعة السطورِ على سَفرْ
الريحُ خلف البابِ تصفرُ باردةْ
ماذا تريد الريحُ من حبْري..
ومن وَرَقي المُبعثرِ في المكان؟
ماذا أريدُ أنا وناري شاردة؟
الريحُ تطرُقُ بابَ بيتيَ والنوافذُ تستجير!
أستشعرُ الخوفَ المُزجَّجَ حينَ ترتعد النوافذُ أو تكادْ
ماذا هناكَ ومنْ هناك؟
يرتدُّ الصدى..
فالريحُ ضحْكتها زَئيرْ
وتظلُّ تطلقُ في الفضاءِ عُواءَها
الليلُ ينظرُ باضطرابْ
ماذا هناك؟ ومنْ هناك؟
الصّمتُ يطبقُ.. لا جَوابْ
الرّيحُ خائنةٌ تلوبُ وَعينُها
خَلف القناعْ
رتلٌ منَ الأنفاس يربْضُ خلْفَها
وَجحافلٌ تقعي وَراء البابِ وهوَ هزيلْ
ماذا تريد الرّيحُ من وَرَقي القليلْ؟
يا خائن العَينينِ خلفَ البابِ أنتَ لها الدَّليل؟!
يا خائنَ العيْنينِ ما للرَّيحِ إلا أنتَ...
كادَ البابُ يقفزُ شاردا
والرِّيحُ بهْجتُها صَدى
وأنا ألملمُ أحرُفي:
من أنتما؟
جاءَ الجَوابُ مُقهقهاً فيه الجَليدْ