|
تساخى ، إلى لُطفِ المَحَلِّ يُلمّحُ |
وفي زهْوِ تِرْياقِ الحقيقةِ يسبحُ |
كريمُ المعاني ، لا يَكلُّ جميلُهُ |
بأحلى وشاحٍ للربيعِ يُـصرّحُ |
يرقُّ بلا مَنٍّ ، يفيضُ مروءةً |
ومَرْءاهُ من أندى الشمائلِ أسمحُ |
فللروحِ مرقى ، والقلوبُ صنائعٌ |
وما من إشاراتِ الأكابرِ أفيحُ |
تجاذبُهُ من جنّةِ الخير فجأةٌ |
وشهد وصالٍ بالقواريـر يمرحُ |
نَمَتْهُ القوافي رَيْثَ يأتيه موعدٌ |
فيُمسي يناجي الخالداتِ ويُصبحُ |
تسامرَ ، فاستسنى الفضاءُ بثغرِهِ |
كما بارقُ الغيماتِ للغيثِ مسرحُ |
فخُذْ ما يشاءُ القلبُ من نفحاتِهِ |
جوار الهوى حُسْنِ المواقعِ مَطمحُ |
له الجاهُ يُفدى وهو أنفسُ خالدٍ |
متونُ شذاهُ بالمواهـبِ تُشْـرَحُ |
تساخى ، بياضُ الفضلِ يُنبيءُ أنّهُ |
مُقيمٌ مع الإحسانِ ما عنه يبرحُ |
رُزقْنا عطاياه العِذاب فأثمرت |
عيونُ التصافي ، بالرَّحيقِ تلوّحُ |
فشنّفَ أسماعَ الحبائبِ مقصدٌ |
وجَرْسُ أصيلٍ بالحَيا يتوشَّـحُ |
وما كنتُ ممّن يخلُبُ اللُّبَّ شِعْرُهُ |
ولا بالذي في قَصِّهِ السَّرْدُ يُــقــبَــحُ ! |
ولكن مُحبٌّ يعشقُ الوردَ حَرْفُهُ |
وصولٌ ، نبيلٌ ، بالبهاءِ مُسلّحُ |
سلامًا سلامًا يا زمانُ على الذي |
به يُسْتمْطر الإبداعُ فالبالُ يجمحُ ! |
إذا استجْهلتْ نفسُ الغريبِ تسابقتْ |
مناظرُهُ تجلو العتابَ وتصدحُ |
سرائرهُ تجزي الظّنونَ بما ترى |
فتظهرُ بالوَحْي الخَفيِّ تُزحْزحُ |
وَصحّفْتُ ذالَ العذلِّ عن كلّ غافلٍ |
فغرّدَ بالعدْلِ الصُّراحِ المُسّبِّـحُ ! |
قضى اللهُ أن تروي الحـياةُ وَقارَهُ |
يجاهرُ بالإقبالِ ليسَ يُصـيِّحُ |
يُكفْكفُ بالدَّمعِ الهَتونِ تواضعًا |
وبالطيبِ من رَوْحِ الخلودِ يُمسِّحُ |