السلام عليكم
الأستاذ الكريم أحمد رامي
أشكرك على سؤالك
إذا كنت توافقني الرأي بأن الله عز وجل قد أغنى نبيّه الأميّ - صلى الله عليه وسلم - بالعلم ،عن طريق الوحي ، فكفاه الحاجة إلى قراءة الكتب المقدسة التي أنزلها قبله ، وكفاه الحاجة إلى ما يحتاجه النبي الرسول من العلم لأداء رسالته على أتم وأكمل وجه ، وأن أميّته لم تكن قط عائقاً أمام استمداده العلم من مصدره الإلهي . وأن أميّته هو (خاصة ) ليست صفة سلبية في حقه. لأنها جاءت دليلا على صدقه ونبوته. فيجب أن نتفق بعد ذلك على أن الأميّة في حق غيره من البشر هي صفة سلبيّة لأنها تمثل عائقا عظيما يقف دون اكتساب العلوم المكتوبة . فالأميّ الذي يرغب باكتساب العلوم من القراءة ولكنه لا يستطيع ذلك يشعر بالعجز فهو (عاجز) عن تحقيق رغبته بمزيد من التعلّم ، ولديه نقص في إلإدراك عن سواه من المتعلمين . قال تعالى : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) {الزمر / 9}
أي : هل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أندادا ليضل عن سبيله ؟ ! ( إنما يتذكر أولو الألباب ) أي : إنما يعلم الفرق بين هذا وهذا من له لب وهو العقل . انظر تفسير ابن كثير .
فمادام العلم قد زاد في أفضليّة الذين يعلمون فهذا يعني أنه قد زاد في إدراكهم . ومن البديهي أن توفّر الطريقة التي تكتسب بها المعرفة وهي (القراءة ) تزيد في إلإدراك .وعدم توفرها بسبب الأميّة ينقص من الإدراك . ولولا ذلك لم يدع الإسلام إلى تعلم القراءة والكتابة .