وضعت صورة قطّ جارتنا على صفحتي ، وقد تجاوز عمره أكثر من ١٥ عاما ، وهو يزور حديقتة منزلي يوميا ، وكما قالت لي جارتي فهو أصمٌّ . شاهد أستاذي الدكتور مازن لبابيدي الصورة ، وتبادلنا هذه الأبيات .
(م) : للدكتور مازن لبابيدي
لمّا اعتلى سورَ الحديقةِ ناظرًا نحوي وردَّدَ صمتهُ أشعاري(م) وحسبتهُ طيفَ الحبيبِ مؤانِسًا في وحدتي وتشوَّقتْ أنظاري (م) فسمعتُ من خلفِ الغصونِ مواءَهُ وإذا بذاكَ السّورِ هرّةُ جاري(م) وعزفتُ من كلّ البحورِ قوافيًا للقطِّ والأشجارِ والأطيارِ أسمعتهُ بوحَ القصيدِ ولم أكنْ أدري بإنّ القطّ ليسَ بدارِي ولقد أثارَ قريحتي فتركتُها في نشوتي لتبوحَ بالأسرار(م) إنّي وربِّي إنْ أقول فشاعرٌ لا أحسبُ الإبداعَ من أعذاري(م) أرمي القصيدَ على القفارِ فتنتشي بعدَ الجفافِ بروعة الإزهار(م) يا جارتي والقطُّ صارَ جليسنا في صمتهِ وقت الصفا أفكاري مثل الأسودِ إذا أتى ساحاتنا نحن الأسودُ معَ الأسودِ نباري يا هِرّ هلّا إذ جلستَ بحائطي كنتَ السميرَ بغيبةِ السّمار(م) يا هرّتي جدّي وجدّك أبْحَرَا في طوف نوحٍ ساعة الإعصار(م) فيك الوفاءُ وقد خلا في ملّةٍ قد أبدلوا الألبابَ بالأحجار(م) ما هزّنا كرْبٌ ولا طولُ النّوى نبضُ الهوى قد قادنا للدّارِ