ومن قال ما بيننا سار عذبَا
فأحلى الوصال الذي جاء صعبَا
وصعبٌ أثار الجنون لصبرٍ
جنونٌ له يجزم الصّبر ذنبَا
وليلٌ يجسُّ خفوق بعادٍ
نهارٌ لهُ يُقسمُ الحُبّ حربَا
فنبضٌ قتيلٌ ونبضٌ جريحٌ
ونبضٌ يُضمّدُ في الهجرِ قُربَا
ورمشٌ ثقيلٌ فنومٌ عليلٌ
وعينٌ تودّ من الوصل شُربَا
وشوقٌ شديدُ الحراك كطفلٍ
فما راقَ بالجسمِ للطفلِ جَنبَا
يتيمُ الأمان وفي صُغر سِنٍّ
أمات له الهجرُ أهلًا وصحبَا
بِسِنّه يُبدي رباطةَ جأشٍ
وعود الصغير أرى بات صَلْبَا
تشاقى الخبيثُ عليَّ مُقيما
مع الخصم واللّيل عهدا فحِزبَا
حليفٌ لهم إذ عليَّ مُغِيرٌ
يبيعُهُمُ النّومَ بَخسًا وسَلبَا
فنومٌ سليبُ الإرادة رهنٌ
يُعذّبُ تحت الوصاية قَلبَا
ألا ليت هذا الهوى كان وهْمًا
وما كان بالجسم للحبّ دَربَا
فلا ذُلّ شوقٍ ولا قهر هجرٍ
ولا من يرى العشقّ صيْبًا وعذبَا
بنو آدمٍ هُمْ مُحِبُّوا شقاءٍ
سَيُأخذُ بالقلب زرعا وطِبَّا
حياةٌ بِلا نُكهةٍ أو جنونٍ
طريقٌ أضاعت رصيفًا وصوبَا